جديدالموقع

تَعْظِيمُ أَدِلَّةِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ فِي الرَّدِّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِيسَى الْمُرْتَابِ وَقَوْلِهِ أَنَّ الْقَبْرَ لَا نَعِيمٌ فِيهِ وَلَا عَذَابٌ

    قَالَ تَعَالَى:{وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ , وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} [الأنفال: 50]، وَقَالَتَعَالَى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر: 45، 46]، وَقَالَ تَعَالَى:{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا } [نوح: 25]  ، وَقَالَ تَعَالَى:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ } [إبراهيم: 27] 
     وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ:« جَاءَتْ يَهُودِيَّةٌ فَاسْتَطْعَمَتْ عَلَى بَابِي, فَقَالَتْ: أَطْعِمُونِي إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِي رِوَايَةٍأَنَّ يَهُودِيَّةً كَانَتْ تَخْدُمُهَا، فلَا تَصْنَعُ عَائِشَةُ إِلَيْهَا شَيْئًا مِنْ الْمَعْرُوفِ إِلَّا قَالَتْ لَهَا الْيَهُودِيَّةُ: وَقَاكِ اللهُ عَذَابَ الْقَبْر، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَذَّبْتُهَا وَلَمْ أَنْعَمْ أَنْ أُصَدِّقَهَا, فَخَرَجَتْ, " وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ e", فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ, إِنَّ عَجُوزاً مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتْ عَلَيَّ, فَزَعَمَتْ أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي قُبُورِهِمْ؟ قَالَتْ:" فَارْتَاعَ ([1]رَسُولُ اللهِ e، فَقَامَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ مَدًّا يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَمِنْ فِتْنَةِ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَقَالَ: عَائِذًا بِاللهِ مِنْ ذَلِكَ، كَذَبَتْ يَهُودُ , وَهُمْ عَلَى اللهِ أَكْذَبُ، إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ لَا عَذَابَ دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ "، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ " ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللهِ e مَرْكَبًا، فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَانْكَسَفَتْ الشَّمْسُ، فَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ، وَقَدْ انْجَلَتْ الشَّمْسُ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:" إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَان  مِنْ آيَاتِ اللهِ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا كَذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَفِي رِوَايَةٍفَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ، وَفِي رِوَايَةٍفَادْعُوا اللهَ، وَكَبِّرُوا، وَصَلُّوا، وَتَصَدَّقُوا حَتَّى يَنْجَلِيَا، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ يُنَادِي بِأَعْلَى صَوْتِهِ مُحْمَرَّةً عَيْنَاهُ: أَيُّهَا النَّاسُ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنْ اللهِ أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ, أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، أَظَلَّتْكُمْ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ, وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ، ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:" مَا مِنْ شَيْءٍ تُوعَدُونَهُ إِلَّا قَدْ رَأَيْتُهُ فِي صَلَاتِي هَذِهِ فَعُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ، فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ، فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا حِينَ رَأَيْتُمُونِي جَعَلْتُ أَتَقَدَّمُ، فَقَصُرَتْ يَدِي عَنْهُ وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا، ثُمَّ عُرِضَتْ عَلَيَّ جَهَنَّمُ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَذَلِكَ حِينَ رَأَيْتُمُونِي تَأَخَّرْتُ حَتَّى لَقَدْ جَعَلْتُ أَتَّقِيهَا، مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَنِي مِنْ لَفْحِهَا، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ "، قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ:" بِكُفْرِهِنَّ "، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللهِ؟، قَالَ:" يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ, ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ، وَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَهُ([2]- وَهُوَ الَّذِي سَيَّبَ السَّوَائِبَ -، وَرَأَيْتُ فِيهَا امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ تُعَذَّبُ فِي هِرَّةٍ لَهَا رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا وَلَمْ تَسْقِهَا، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ ([3]الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَهِيَ إذَا أَقْبَلَتْ تَنْهَشُهَا, وَإذَا أَدْبَرَتْ تَنْهَشُهَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا صَاحِبَ الْمِحْجَنِ مُتَّكِئًا عَلَى مِحْجَنِهِ فِي النَّارِ, يَقُولُ: أَنَا سَارِقُ الْمِحْجَنِ- وَكَانَ يَسْرِقُ الْحَجِيجَ بِمِحْجَنِهِ، فَإِنْ فُطِنَ لَهُ، قَالَ: لَسْتُ أَنَا أَسْرِقُكُمْ, إِنَّمَا تَعَلَّقَ بِمِحْجَنِي وَإِنْ غُفِلَ عَنْهُ ذَهَبَ بِهِ-، وَالَّذِي سَرَقَ بَدَنَتَيْ  رَسُولِ اللهِ e، فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ يُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ لَهُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟, فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ, جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى, فَأَجَبْنَا, وَآمَنَّا, وَاتَّبَعْنَا - ثَلَاثَ مِرَارٍ- فَيُقَالُ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ, فَنَمْ صَالِحًا, وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوْ الْمُرْتَابُ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي, سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ، فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، فَإِنَّ عَذَابَ الْقَبْرِ حَقٌّ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ الْمَوْتَى لَيُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ كُلُّهَا "، قَالَتْ عَائِشَةُ:" فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ e بَعْدَ ذَلِكَ صَلَّى صَلَاةً إِلَّا تَعَوَّذَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ»صَحِيحٌ ([4])وَعَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ t قَالَ:«" بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ e فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ, إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ " وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ, أَوْ خَمْسَةٌ, أَوْ أَرْبَعَةٌ, فَقَالَ:" مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ؟", فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا, قَالَ:" فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟ ", قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:" إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا, فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ, ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ: تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ" فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ, فَقَالَ:" تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ", فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ, فَقَالَ:" تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ", فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْفِتَنِ, مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ, فَقَالَ:" تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ ", فَقُلْنَا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» صَحِيحٌ ([5])وَعَنْأَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:«إنَّ الْمُؤْمِنَ فِي قَبْرِهِ لَفِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ، وَيُرَحَّبُ لَهُ قَبْرُهُ سَبْعِينَ ذِرَاعًا، وَيُنَوَّرُ لَهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ, أَتَدْرُوْنَ فِيمَ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآية:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْمَعِيشَةُ الضَّنْكُ؟", قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:" عَذَابُ الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ, إِنَّهُ لَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ تِنِّينًا, أَتَدْرُونَ مَا التِّنِّينُ؟, سَبْعُونَ حَيَّةً, لِكُلِّ حَيَّةٍ سَبْعَةُ رُءُوسٍ, يَلْسَعُونَهُ وَيَخْدِشُونَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» صَحِيحٌ ([6]).
ــــــــــــــــــ
1-  أَيْ: فَزِعَ وخاف بِشِدَّة.
2- (القُصْب): هِيَ الْأَمْعَاء.
3-  (خَشَاش الْأَرْض): حَشَرَات الْأَرْضِ.
4- صحيح : أَخْرَجَهُ : (خ) 712، 715، 6005 ، 1002، 1004، 1154، 994، 997، 999، 6857، 1306، (م) 584 ، 586 , 901، 904، 905، 2737 (حم) 6483، 24564 , 25133، 25747، 23679، 24313، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح، (س) 1500، 1475، 1482، 1496، 2066, صَحِيح الْجَامِع: 1965, والصَّحِيحَة تحت حديث: 1377، (حب) 5622 , 7489، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب تحت حديث: 2274.
5- صحيح : أَخْرَجَهُ : (م) 2867 , (حم) 21701.
6- صحيح : أَخْرَجَهُ : (حب) 3122 , (يع) 6644 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:3552، وصحيح موارد الظمآن: 651 , وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تَعْظِيمُ أَدِلَّةِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ فِي الرَّدِّ
عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِيسَى الْمُرْتَابِ
وَقَوْلِهِ أَنَّ الْقَبْرَ لَا نَعِيمٌ فِيهِ وَلَا عَذَابٌ ((ج2))      
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ, فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ لِأَهْلِهَا: قَدِّمُونِي, قَدِّمُونِي, وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لِأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا, أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِهَا ؟, يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الْإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الْإِنْسَانُ لَصُعِقَ » صَحِيحٌ ([1])،
     وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:لَمَّا حَضَرَ أَبَا هُرَيْرَةَ t الْمَوْتُ، قَالَ: إِذَا مُتُّ فلَا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ بِمِجْمَرٍ، وَلَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ فُسْطَاطًا، وَأَسْرِعُوا بِي إِلَى رَبِّي, فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَقُولُ:« إِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَلَى سَرِيرِهِ قَالَ: قَدِّمُونِي, قَدِّمُونِي، وَإِذَا وُضِعَ الرَّجُلُ السُّوءُ عَلَى سَرِيرِهِ، قَالَ: يَا وَيْلِي, أَيْنَ تَذْهَبُونَ بِي؟» صَحِيحٌ ([2])،
     وَعَنْ أَنَسٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ، وَيَبْقَى مَعَهُ وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ، وَمَالُهُ، وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ ([3])»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ([4]).
     ضَمَّةُ الْقَبْر: عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ t قَالَ: « لَمَّا أُصِيبَ أَكْحَلُ ([5]) سَعْدٍ t يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَثَقُلَ , حَوَّلُوهُ عِنْدَ امْرَأَةٍ يُقَالُ لَهَا: رُفَيْدَةُ, وَكَانَتْ تُدَاوِي الْجَرْحَى، " فَكَانَ النَّبِيُّ e إِذَا مَرَّ بِهِ يَقُولُ: كَيْفَ أَمْسَيْتَ؟، وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ "، فَيُخْبِرُهُ حَتَّى كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي ثَقُلَ فِيهَا, فَاحْتَمَلَهُ قَوْمُهُ إِلَى بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ إِلَى مَنَازِلِهِمْ , " وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ e يَسْأَلُ عَنْهُ كَمَا كَانَ يَسْأَلُ ", فَقَالُوا: قَدِ انْطَلَقُوا بِهِ، " فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ e وَخَرَجْنَا مَعَهُ، فَأَسْرَعَ الْمَشْي حَتَّى تَقَطَّعَتْ شُسُوعُ نِعَالِنَا وَسَقَطَتْ أَرْدِيَتُنَا عَنْ أَعْنَاقِنَا "، فَشَكَا أَصْحَابُهُ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ أَتْعَبْتَنَا فِي الْمَشْيِ، فَقَالَ:" إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَسْبِقَنَا الْمَلَائِكَةُ إِلَيْهِ فَتَغْسِلُهُ كَمَا غَسَلَتْ حَنْظَلَةَ, فَانْتَهَى رَسُولُ اللهِ e إِلَى الْبَيْتِ وَهو يُغْسَّلُ "، وَأُمُّهُ تَبْكِيهِ وَهِيَ تَقُولُ: وَيْلُ أُمِّ سَعْدٍ سَعْدَا بَرَاعَةً وَجِدَّا, بَعْدَ أَيَادٍ لَهُ وَمَجْدًا، مُقَدَّمٌ سُدَّ بِهِ مَسَدًّا, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:" كُلُّ نَائِحَةٍ تَكْذِبُ, إِلَّا أُمَّ سَعْدٍ، فَلَمَّا أَخْرَجَ رَسُولُ اللهِ e جِنَازَةَ سَعْدٍ " قَالَ نَاسٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ: مَا أَخَفَّ سَرِيرَ سَعْدٍ أَوْ جِنَازَةَ سَعْدٍ, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:" لَقَدْ نَزَلَ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ شَهِدُوا جِنَازَةَ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ, مَا وَطِئُوا الْأَرْضَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ e وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ, سَبَّحَ رَسُولُ اللهِ e:" فَسَبَّحْنَا طَوِيلًا, " ثُمَّ كَبَّرَ " فَكَبَّرْنَا, فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ؟, فَقَالَ:" هَذَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ, وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ, وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلَائِكَةِ، لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَيْهِ قَبْرُهُ, ثُمَّ فَرَّجَهُ اللهُ U عَنْهُ»،وفي رواية:« لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ يَنْفَلِتُ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ, لَانْفَلَتَ مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ » صَحِيحٌ ([6])،
     وَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« إِنَّ لِلْقَبْرِ ضَغْطَةً، وَلَوْ كَانَ أَحَدٌ نَاجِيًا مِنْهَا نَجَا مِنْهَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ» صَحِيحٌ ([7])،
     وَعَنْ أَبِي أَيُّوبَ t قَالَ: دُفِنَ صَبِيٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:« لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ , لَأَفْلَتَ هَذَا الصَّبِيُّ »صَحِيحٌ ([8]),
     وَعَنْ هَانِئٍ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ t إِذَا وَقَفَ عَلَى قَبْرٍ يَبْكِي حَتَّى يَبُلَّ لِحْيَتَهُ, فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَلَا تَبْكِي, وَتَبْكِي مِنْ هَذَا؟, فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ e قَالَ:«إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنْزِلٍ مِنْ مَنَازِلِ الْآخِرَةِ, فَإِنْ نَجَا مِنْهُ، فَمَا بَعْدَهُ، أَيْسَرُ مِنْهُ, وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ, فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ , قَالَ: وَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ e يَقُولُ:« مَا رَأَيْتُ مَنْظَرًا قَطُّ, إِلَّا وَالْقَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ » صَحِيحٌ ([9]).
ــــــــــــ
1- صحيح : أَخْرَجَهُ : (خ) 1251 , 1314، (س) 1909.
2- صحيح : أَخْرَجَهُ : (حم) 10498 , 7901، 10141، (س) 1908، وصححه الألباني في (( الصحيحة )) ح (444).
3-  هَذَا يَقَعُ فِي الْأَغْلَب , وَرُبَّ مَيِّتٍ لَا يَتْبَعُهُ إِلَّا عَمَلُهُ فَقَطْ , وَمَعْنَى بَقَاءِ عَمَلِهِ أَنَّهُ يَدْخُلُ مَعَهُ الْقَبْرَ , وَقَدْ وَقَعَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ الطَّوِيلِ فِي صِفَةِ الْمَسْأَلَةِ فِي الْقَبْرِ:" وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ , حَسَنُ الثِّيَابِ , حَسَنُ الرِّيحِ, فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِاَلَّذِي يَسُرُّك , فَيَقُول: مَنْ أَنْتَ؟ , فَيَقُول أَنَا عَمَلُك الصَّالِح " , وَقَالَ فِي حَقِّ الْكَافِرِ: " وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ .. الْحَدِيثَ ", وَفِيهِ: " أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُك , فَيَقُول: مَنْ أَنْتَ؟ , فَيَقُول أَنَا عَمَلُك الْخَبِيثُ ". فتح الباري (ج 18 /ص 356).
4- صحيح : أَخْرَجَهُ : (خ) 6149 , (م) 2960.
5-  (الْأَكْحَل): عِرْقٌ فِي وَسَطِ الذِّرَاعِ، قَالَ الْخَلِيل: هُوَ عِرْق الْحَيَاة, وَيُقَال: إِنْ فِي كُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ شُعْبَةٌ, فَهُوَ فِي الْيَدِ الْأَكْحَلِ, وَفِي الظَّهْرِ الْأَبْهَرِ, وَفِي الْفَخِذِ النَّسَا, إِذَا قُطِعَ , لَمْ يَرْقَا الدَّمُ.
6- صحيح : أَخْرَجَهُ : (خد) 1129 , انظر صحيح الأدب المفرد: 863، ابن سعد (3/ 427 - 428) , انظر الصحيحة: 1158، فضائل الصحابة: 1491 , (ش) 36797 , انظر الصَّحِيحَة: 3345، (حم) 14916 , انظر الصحيحة: 3348 , وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن، (س) 2055 , انظر الصحيحة: 3345، (حب) 7033 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 6987، البزار (3/ 256/2698 - كشف الأستار) , انظر الصحيحة: 3345.
7- صحيح : أَخْرَجَهُ : (حم) 24328 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 2180، الصَّحِيحَة: 1695.
8- صحيح : أَخْرَجَهُ : (طب) 3858 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 5238 , الصَّحِيحَة: 2164.
9- صحيح : أَخْرَجَهُ : (ت) 2308 , (جة) 4267 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 5623، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3550.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(( تَعْظِيمُ أَدِلَّةِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ فِي الرَّدِّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِيسَى الْمُرْتَابِ

وَقَوْلِهِ أَنَّ الْقَبْرَ لَا نَعِيمٌ فِيهِ وَلَا عَذَابٌ ج3))
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَبِهِ نَسْتَعِينُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ t، قَالَكَانَ رَسُولُ اللهِ e إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ, وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» صَحِيحٌ ([1]),
     وَعَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ t، قَالَ:«خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ e فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ, فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمْ يُلْحَدْ بَعْدُ, " فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ e عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ " وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ " وَفِي يَدِهِ e عُودٌ يَنْكُتُ بِهِ فِي الْأَرْضِ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: " يَا إِخْوَانِي, لِمِثْلِ هَذَا الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا، ثُمَّ قَالَ: اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ, اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ, نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ مِنْ السَّمَاءِ, بِيضُ الْوُجُوهِ, كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ, مَعَهُمْ كَفَنٌ حَرِيرَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ, وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ, حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ, ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ uحَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ, فَيَقُولُ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ، اخْرُجِي حَمِيدَةً اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْكِ، اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللهِ وَرِضْوَانٍ، وَأَبْشِرِي: بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ, فَلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى تَخْرُجَ، قَالَ: فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ, فَيَأْخُذُهَا مَلَكُ الْمَوْتِ u وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ رِيحِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ, فَإِذَا أَخَذَهَا, لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا، حَتَّى أَنَّهُ لَيُنَاوِلُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ثُمَ يَجْعَلُونَهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ, وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ، فَيَتَلَقَّاهَا مَلَكَانِ يُصْعِدَانِهَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى بَابِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا, فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ، فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ:مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرِّيحَ رُوحٌ طَيِّبَةٌ جَاءَتْكُمْ مِنَ الْأَرْضِ مَنْ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ بْنُ فُلَانٍ - بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا - فَيُقَالُ: مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ, وَعَلَى جَسَدٍ كُنْتِ تَعْمُرِينَهُ ادْخُلِي حَمِيدَةً، وَأَبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ, وَرَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، وَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا، قَالَ: فلَا يَزَالُ يُقَالُ لَهَا ذَلِكَ حَتَّى يُنْتَهَى بِهَا إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الَّتِي فِيهَا اللهُ U فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى رَبِّهِ U فَيَقُولُ اللهُ U: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ, وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ, فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ, وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ, وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى, قَالَ: فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَإِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ, فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ([2]) يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا: الْمُنْكَرُ، وَالْآخَرُ: النَّكِيرُ، فَيُجْلِسَانِهِ غَيْرَ فَزِعٍ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: هَلْ رَأَيْتَ اللهَ ؟, فَيَقُولُ: مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَرَى اللهَ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ ؟, فَيَقُولُ: دِينِيَ الْإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟، فَيَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ, أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا يُدْرِيك ؟, فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللهِ فَآمَنْتُ بِهِ، وَجَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ عِنْدِ اللهِ فَصَدَّقْنَاهُ، قَالَ: فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ U{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27]  فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ: صَدَقَ عَبْدِي, فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ, وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ, وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيُقَالُ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللهُ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ وَيُقَالُ لَهُ: عَلَى الْيَقِينِ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ، فَيَقُولُ: دَعُونِي أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُبَشِّرُهُمْ، فَيَقُولَانِ لَهُ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ, حَسَنُ الثِّيَابِ, طَيِّبُ الرِّيحِ, فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ, هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ, فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟, فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ, فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ, فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي، وفي رواية: فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَهُمْ أَشَدُّ فَرَحًا بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ، فَيَسْأَلُونَهُ مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟, مَاذَا فَعَلَ فُلَانٌ؟ فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَنْظِرُوا أَخَاكُمْ حَتَّى يَسْتَرِيحَ, فَإِنَّهُ كَانَ فِي كَرْبٍ, فَيُقْبِلُونَ عَلَيْهِ يَسْأَلُونَهُ: مَا فَعَلَ فُلَانٌ ؟, مَا فَعَلَتْ فُلَانَةُ ؟, هَلْ تَزَوَّجَتْ ؟, فَإِذَا سَألُوا عَنِ الرَّجُلِ قَدْ مَاتَ قَبْلَهُ, قَالَ لَهُمْ: إِنَّهُ قَدْ هَلَكَ أَمَا أَتَاكُمْ ؟ قَالُوا: إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ, ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ، فَبِئْسَتِ الْأُمُّ، وَبِئْسَتِ الْمُرَبِيَّةُ، قَالَ: فَيَعْرِضُ عَلَيْهِمْ أَعْمَالُهُمْ، فَإِذَا رَأَوْا حَسَنًا, فَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا, وَقَالُوا: اللَّهُمَّ هَذِهِ نِعْمَتُكَ عَلَى عَبْدِكَ فَأَتِمَّهَا، وَإِنْ رَأَوْا سُوءًا قَالُوا: اللَّهُمَّ رَاجِعْ بِعَبْدِكِ ([3])،
     قَالَ: وَإِنَّ الْكَافِرَ الرَّجُلَ السَّوْءَ إِذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ سُودُ الْوُجُوهِ, مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ, ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ u، حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ, فَيَقُولُ: اخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، اخْرُجِي ذَمِيمَةً، اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْكِ إِلَى عَذَابِ اللهِ U، وَأَبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ، وَآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ([4])، قَالَ: فَتَفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ, فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ ([5]) مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ، فَتَتَقَطَّعُ مَعَهَا الْعُرُوقُ وَالْعَصَبُ، وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ, فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ، ثُمَّ يُعْرَجُ بِهَا، حَتَّى يَأْتُونَ بَابَ الْأَرْضِ، فَيَقُولُ أَهْلُ السَّمَاءِ: مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرِّيحَ رُوحٌ خَبِيثَةٌ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ الْأَرْضِ - قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ t: فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ e رَيْطَةً ([6])كَانَتْ عَلَيْهِ عَلَى أَنْفِهِ هَكَذَا- مَنْ هَذَا ؟، فَيَقُولُونَ: فُلَانٌ بْنُ فُلَانٍ -بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا- فَيُقَالُ: لَا مَرْحَبًا بِالنَّفْسِ الْخَبِيثَةِ كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ، ارْجِعِي ذَمِيمَةً، فَإِنَّهَا لَا تُفْتَحُ لَكِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ e {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ } [الأعراف: 40]، فَيَقُولُ اللهُ U: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى, فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا, ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ ey  {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } [الحج: 31]، فَيُرْسَلُ بِهَا مِنْ السَّمَاءِ, ثُمَّ تَصِيرُ إِلَى الْقَبْرِ، فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ, وَيَأْتِيهِ الْمَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فِي قَبْرِهِ فَزِعًا مَشْعُوفًا، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟, فَيَقُولُ: هَاهْ, هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ ؟, فَيَقُولُ: هَاهْ, هَاهْ, لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟, فَيَقُولُ: هَاهْ, هَاهْ, لَا أَدْرِي، سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ قَوْلًا فَقُلْتُ مِثْلَهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ، قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ, فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا الْخَلْقُ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ فَيُفْرَجُ لَهُ قِبَلَ الْجَنَّةِ، فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرَتِهَا وَمَا فِيهَا، فَيَقُولَانِ لَهُ: انْظُرْ إِلَى مَا صَرَفَ اللهُ عَنْكَ، ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّارِ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهَا يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَيَقُولَانِ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، عَلَى الشَّكِّ كُنْتَ، وَعَلَيْهِ مُتَّ، وَعَلَيْهِ تُبْعَثُ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ، انْطَلِقُوا بِهِ إِلَى آخِرِ الْأَجَلِ([7])، حَتَّى تَأْتُوا بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفَّارِ، فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ, وَأَلْبِسُوهُ مِنْ النَّارِ, وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ, فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا، وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، فَيُقَالُ لِلْأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ([8]) فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهَا أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ, قَبِيحُ الثِّيَابِ, مُنْتِنُ الرِّيحِ, فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ, هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ, فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ؟, فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ الَّذِي يَجِيءُ بِالشَّرِّ, فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ, فَيَقُولُ: رَبِّ لَا تُقِمْ السَّاعَةَ، وفي رواية: ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَبْكَمُ لَا يَسْمَعُ صَوْتَهُ فَيَرْحَمَهُ، مَعَهُ مِرْزَبَّةٌ مِنْ حَدِيدٍ, لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ لَصَارَ تُرَابًا, فَيَضْرِبُهُ بِهَا ضَرْبَةً يَسْمَعُهَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ, إِلَّا الثَّقَلَيْنِ, فَيَصِيرُ تُرَابًا, ثُمَّ تُعَادُ فِيهِ الرُّوحُ »صَحِيحٌ ([9]),
     وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t، قَالَ:« ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ e فَتَّانَ الْقُبُورِ»، فَقَالَ عُمَرُ t: يَا رَسُولَ اللهِ, أَتُرَدُّ عَلَيْنَا عُقُولُنَا؟, فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e:« نَعَمْ، كَهَيْئَتِكُمْ الْيَوْمَ »، فَقَالَ عُمَرُ: بِفِيهِ الْحَجَرُ. صَحِيحٌ ([10]),
     وَعَنْ جَابِر بْنِ عَبْدِ اللهِ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:«إِذَا دَخَلَ الْمَيِّتُ الْقَبْرَ , مُثِّلَتْ لَهُ الشَّمْسُ عِنْدَ غُرُوبِهَا, فَيَجْلِسُ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَيَقُولُ: دَعُونِي أُصَلِّي»صَحِيحٌ ([11]).
ــــــــــــــــ
([1]) أَخْرَجَه: (د) 3221 , (ك) 1372 , (هق) 6856 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 945، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 3511.
([2]) أَيْ: أَزْرَقَانِ أَعْيُنُهُمَا.
([3]) أَيْ: رُدَّهُ إِلَى دِينِكَ وَطَاعَتِك.
([4]) أَيْ: وَبِأَصْنَافٍ كَائِنَة مِنْ جِنْس الْمَذْكُور مِنْ الْحَمِيم وَالْغَسَّاق. حاشية السندي على ابن ماجه - (ج 8 / ص 114).
([5]) السُّفُّود: عود من حديد يُنظَم فيه اللحم لِيُشوى.
([6]) الرَّيْطَة: ثَوْب رَقِيق، وَقِيلَ: هِيَ الْمُلَاءَة، وَكَانَ سَبَب رَدِّهَا عَلَى الْأَنْف بِسَبَبِ مَا ذَكَرَ مِنْ نَتْنِ رِيحِ رُوح الْكَافِر. شرح النووي على مسلم - (ج 9 / ص 252).
([7]) قَالَ الْقَاضِي: الْمُرَاد بِالْأَوَّلِ: اِنْطَلِقُوا بِرُوحِ الْمُؤْمِن إِلَى سِدْرَة الْمُنْتَهَى، وَالْمُرَاد بِالثَّانِي: اِنْطَلِقُوا بِرُوحِ الْكَافِر إِلَى سِجِّين، فَهِيَ مُنْتَهَى الْأَجَل. وَيُحْتَمَل أَنَّ الْمُرَاد إِلَى اِنْقِضَاء أَجَل الدُّنْيَا. شرح النووي (ج 9 / ص 252).
([8]) أَيْ: اِنْضَمِّي وَاجْتَمِعِي. تحفة الأحوذي - (ج 3 / ص 134).
([9]) أَخْرَجَهُ : (خ) 1273 ، 1303 , 1308، (م) 2870 , 2871، 2872، (د) 3212 , 4753 , 4751، (حم) 18557، 8754، 18558 , 25133، 27021 , (جة) 4195, 1548, 4262 ، 4268 ، (س) 2001، 1833، 2049، 2051 ،(ت) 1071، ابن المبارك في " الزهد " (149/ 443) , انظر الصَّحِيحَة: 2758.
([10]) أَخْرَجَهُ : (حم) 6603 , (حب) 3115 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:3553.
([11]) أَخْرَجَهُ : (جة) 4272 , (حب) 3116 , صححه الألباني في هداية الرواة: 134.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



(( تَعْظِيمُ أَدِلَّةِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ فِي الرَّدِّ عَلَى إِبْرَاهِيمَ عِيسَى الْمُرْتَابِ
وَقَوْلِهِ أَنَّ الْقَبْرَ لَا نَعِيمٌ فِيهِ وَلَا عَذَابٌ ج4))
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، وَبِهِ نَسْتَعِينُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ .
     الْكُفْرُ وَالْإشْرَاكُ بِاللهِ: عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ t قَالَ:« خَرَجَ رَسُولُ اللهِ e بَعْدَمَا غَرَبَتْ الشَّمْسُ , فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا »مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ([1]).
     مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ عَدَمُ الِاسْتِنْزَاهِ مِنَ الْبَوْل: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e« تَنَزَّهُوا، مِنَ الْبَوْلِ، فَإِنَّ أَكْثَرَ عَذَابِ الْقَبْرِ مِنَ الْبَوْلِ » صَحِيحٌ ([2]).
     مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ الْإفْسَادُ بَيْنَ النَّاس: عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ:« مَرَّ رَسُولُ اللهِ e بِحَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ الْمَدِينَةِ, فَسَمِعَ صَوْتَ إِنْسَانَيْنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ e: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ, وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، ثُمَّ قَالَ: بَلَى إِنَّهُ لَكَبِيرٌ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ، لَا يَسْتَنْزِهُ مِنْ بَوْلِهِ, وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ»، وفي رواية:«وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُعَذَّبُ فِي الْغَيْبَةِ»مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ([3])وَعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e« لَمَّا عُرِجَ بِي, مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ, يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟, قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ » صَحِيحٌ ([4]).
     مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ الْغُلُولُ فِي الْغَنِيمَة: عَنْ أَبِي رَافِعٍ t مَوْلَى النَّبِيِّ e قَالَ:« فَبَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ e يُسْرِعُ إِلَى الْمَغْرِبِ, مَرَرْنَا بِالْبَقِيعِ فَقَالَ: أُفٍّ لَكَ, أُفٍّ لَكَ ", قَالَ: فَكَبُرَ ذَلِكَ فِي ذَرْعِي فَاسْتَأْخَرْتُ, وَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُرِيدُنِي, فَقَالَ:" مَا لَكَ؟, امْشِ ", فَقُلْتُ: أَحْدَثْتُ حَدَثًا يَا رَسُولَ اللهِ؟, قَالَ:" مَا ذَاكَ؟ ", قُلْتُ: أَفَّفْتَ بِي, قَالَ:" لَا, وَلَكِنْ هَذَا قَبْرُ فُلَانٍ, بَعَثْتُهُ سَاعِيًا عَلَى بَنِي فُلَانٍ, فَغَلَّ  نَمِرَةً فَدُرِّعَ الْآنَ مِثْلَهَا مِنْ نَارٍ » صَحِيحٌ ([5]).
     مِنْ أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَعَدَمُ إتْيَانِه وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإتْيَانِه: عَنْ أَنَسٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِe:« مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عَلَى قَوْمٍ تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ كُلَّمَا قُرِضَتْ وَفَتْ, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يا جبريل؟, مَنْ هَؤُلَاءِ؟, قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ الَّذِينَ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَقْرَؤُنَ كِتَابَ اللهِ وَلَا يَعْمَلُونَ بِهِ »، وفي رواية:«هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ أُمَّتِكَ , الَّذِينَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ, أَفَلَا يَعْقِلُونَ؟ » صَحِيحٌ ([6]).
     أَحَادِيثُ جَامِعَةٌ فِي أَسْبَابِ عَذَابِ الْقَبْرِ رَادِعَةٌ: عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِي رَجُلَانِ، فَأَخَذَا بِضَبْعَيَّ فَأَتَيَا بِي جَبَلا وَعْرًا، فَقَالَا: اصْعَدْ, فَقُلْتُ: إِنِّي لَا أُطِيقُهُ, فَقَالَا: إِنَّا سَنُسَهِّلُهُ لَكَ, فَصَعِدْتُ حَتَّى إِذَا كُنْتُ فِي سَوَاءِ الْجَبَلِ, إِذَا بِأَصْوَاتٍ شَدِيدَةٍ , فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الْأَصْوَاتُ؟, قَالُوا: هَذَا عُوَاءُ أَهْلِ النَّارِ, ثُمَّ انْطَلَقَا بِي, فَإِذَا أَنَا بِقَوْمٍ مُعَلَّقِينَ بِعَرَاقِيبِهِمْ مُشَقَّقَةٍ أَشْدَاقُهُمْ تَسِيلُ أَشْدَاقُهُمْ دَمًا, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟, قَالَا: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُفْطِرُونَ قَبْلَ تَحِلَّةِ صَوْمِهِمْ، فَقُلْتُ: خَابَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى - قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقْنَا، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا, وَأَنْتَنِهِ رِيحًا، وَأَسْوَئِهِ مَنْظَرًا، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟, قَالَا: هَؤُلَاءِ قَتْلَى الْكُفَّارِ، ثُمَّ انْطَلَقَا بِي، فَإِذَا بِقَوْمٍ أَشَدَّ شَيْءٍ انْتِفَاخًا، وَأَنْتَنِهِ رِيحًا، كَأَنَّ رِيحَهُمُ الْمَرَاحِيضُ, فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟, قَالَا: هَؤُلَاءِ الزَّانُونَ وَالزَّوَانِي, ثُمَّ انْطَلَقَا بِي، فَإِذَا أَنَا بِنِسَاءٍ تَنْهَشُ ثُدِيَّهُنَّ الْحَيَّاتُ, فَقُلْتُ: مَا بَالُ هَؤُلَاءِ؟, قَالَا: هَؤُلَاءِ يَمْنَعْنَ أَوْلَادَهُنَّ أَلْبَانَهُنَّ, ثُمَّ انْطَلَقَا بِي، فَإِذَا أَنَا بِغِلْمَانِ يَلْعَبُونَ بَيْنَ نَهْرَيْنِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟, قَالَا: هَؤُلَاءِ ذَرَارِيُّ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ شَرَفَا بِيَ شَرَفًا، فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ ثَلَاثةٍ يَشْرَبُونَ مِنْ خَمْرٍ لَهُمْ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟ , قَالَا: هَؤُلَاءِ جَعْفَرٌ، وَزِيدٌ، وَابْنُ رَوَاحَةَ y ثُمَّ شَرَفَانِي شَرَفًا آخَرَ، فَإِذَا أَنَا بِنَفَرٍ ثَلَاثةٍ، قُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ؟, قَالَا: هَذَا إِبْرَاهِيمُ, وَمُوسَى, وَعِيسَى u وَهُمْ يَنْتَظِرُونَك » صَحِيحٌ ([7]).
     الْأَسْبَابُ الْمَانِعَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْر: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« إِنَّ سُورَةً مِنْ الْقُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً، تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} » صَحِيحٌ ([8])وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« سُورَةُ تَبَارَكَ, هِيَ الْمَانِعَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ » صَحِيحٌ ([9])وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ t قَالَ:« يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ, فَتُؤْتَى رِجْلاهُ، فَتَقُولُ رِجْلاهُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ, كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ, فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ, كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ, ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ, فَيَقُولُ: لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ, قَالَ: فَهِيَ الْمَانِعَةُ, تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ، وَمَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطَابَ» صَحِيحٌ ([10])وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ, إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ » صَحِيحٌ ([11])وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e:« مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ , لَمْ يُعَذَّبْ فِي قَبْرِهِ » صَحِيحٌ ([12]).
ـــــــــــــــــ

1- أَخْرَجَهُ : (خ) 1309, (م) 2869.
2- أَخْرَجَهُ : (حم) 9047 , (جة) 348 , صححه الألباني في الإرواء: 280، وصَحِيح الْجَامِع: 3002.
3- أَخْرَجَهُ : (خ) 213 , 215، 5708 ، (م) 292.
4- أَخْرَجَهُ : (د) 4878 , (حم) 13364 , صحيح الجامع: 5213 , والصحيحة: 533.
5- أَخْرَجَهُ : (حم) 27236 , (س) 862 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1350.
6- أَخْرَجَهُ : (هب) 1773 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:125 , وصَحِيح الْجَامِع: 129، (حم) 12879 , (يع) 3992 , انظر الصَّحِيحَة: 291.
7- أَخْرَجَهُ : (خز) 1986 , (حب) 7491 , انظر الصَّحِيحَة: 3951 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2393.
8- أَخْرَجَهُ : (ت) 2891 , (د) 1400 , (جة) 3786 , (حم) 7962, انظر : صَحِيح سنن أبي داود: 1400.
9- أَخْرَجَهُ : أبو الشيخ في " طبقات الأصبهانيين " (264) , والحاكم (2/ 498) (كنز) 2649 , انظر صَحِيح الْجَامِع: 3643 , الصَّحِيحَة: 1140.
10- أَخْرَجَهُ : (ك) 3839 , (ش) 6025 , (طب) 8651 , (ن) 10547 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1475 , 1589.
11- أَخْرَجَهُ : (ت) 1074 , (حم) 6582 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب:3562 , والمشكاة: 1367 , وأحكام الجنائز ص35.
12- أَخْرَجَهُ : (ت) 1064 , (س) 2052 , (حم) 18337 , صَحِيح الْجَامِع: 6461 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1410. قَوْلُهُ (مَنْ قَتَلَهُ بَطْنُهُ): أَيْ مَنْ مَاتَ مِنْ وَجَعِ بَطْنِهِ وَهُوَ يَحْتَمِلُ الْإِسْهَالَ وَالِاسْتِسْقَاءَ وَالنِّفَاسَ.