جديدالموقع

هؤلاء يحبهم الله عزَّ وجلَّ




كتبه
أبو مريم أيمن بن دياب بن محمود العابديني
غفر الله له ولوالديه

الحمدُ لله الَّذي لا مانعَ لما وَهَب، ولا مُعْطيَ لما سَلَب، طاعتُهُ للعامِلِينَ أفْضلُ مُكْتَسب، وتَقْواه للمتقين أعْلَى نسَب، هَيَّأ قلوبَ أوْلِيائِهِ للإِيْمانِ وكَتب، وسهَّلَ لهم في جانبِ طاعته كُلَّ نَصَب، فلمْ يجدوا في سبيل خدمتِهِ أدنى تَعَب، وأشْهَدُ أن محمداً عبدهُ وَرَسُولهُ الَّذي اصْطَفاه الله وانتَخَبَ، صلَّى الله عَلَيْهِ وعلى بقِيَّةِ أصحابه الذينَ اكْتَسَوا في الدِّيْنِ أعْلَى فَخْرٍ ومُكْتسَب، وعلى التَّابِعين لهم بإحْسَانٍ ما أشرق النجم وغرب، وسلَّم تسليماً.
إخواني:والله إن محبة الله لتشترى بالدنيا كلها، وهي أعلى من أن تحب الله، فكون الله يحبك أعلى من أن تحبه أنت، ولهذا قال تعالى: ]قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[،ولم يقل: فاتبعوني، تصدقوا في محبتكم لله. مع أن الحال تقتضي هكذا، ولكن قال:] يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [[آل عمران: 31].
ولهذا قال بعض العلماء: الشأن كل الشأن في أن الله يحبك لا أنك تحب الله.
كل يدعي أنه يحب الله، لكن الشأن في الذي في السماء U ، هل يحبك أم لا؟ إذا أحبك الله U ، أحبتك الملائكة في السماء، ثم يوضع لك القبول في الأرض، فيحبك أهل الأرض، ويقبلونك، ويقبلون ما جاء منك وهذه من عاجل بشرى المؤمن.
لذا بادئ ذي بدء:أقول إن مذهب أهل السنة والجماعة إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله e من الأسماء والصفات , من غير تحريف ولا تعطيل , ومن غير تكييف ولا تمثيل , بل يؤمنون بأن الله I:} لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ { فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه , ولا يحرفون الكلم عن مواضعه , متبعين في ذلك كتاب الله والسنة وما ورد عن سلف الأمة , ثم هم ينكرون على من حرَّف صفات الله أو مثَّل الله بخلقه , لأن ذلك تعدٍّ على النصوص وقول على الله بلا علم , إذ الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات , فكما أنه Uلم يخبرنا عن كيفية ذاته , فكذلك لا نعلم كيفية صفاته , لكننا نثبتها كما يليق بجلاله وعظمته .
قال نعيم بن حماد الخزاعي- رحمه الله-:(من شبه الله بخلقه فقد كفر , ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر , وليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه).
لذا إثبات صفة المحبة لله وهي من الصفات الفعلية،قد دل عليها الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، محبة تليق به Y، وهي محبة حقيقية على ظاهرها؛ وليس المراد بها الثواب؛ ولا إرادة الثواب خلافاً للأشاعرة، وغيرهم من أهل التحريف الذين يحرفون هذا المعنى العظيم إلى معنى لا يكون بمثابته؛ فإن مجرد الإرادة ليست بشيء بالنسبة للمحبة؛ وشبهتهم أن المحبة إنما تكون بين شيئين متناسبين؛ وهذا التعليل باطل، ومخالف للنص، ولإجماع السلف، ومنقوض بما ثبت بالسمع والحس من أن المحبة قد تكون بين شيئين غير متناسبين؛ فقد أثبت النبي e أن أُحُداً - وهو حصى - جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ ([1]).
هؤلاء يحبهم الله U
أولاً: من الكتاب:
(1) يُحِبُّ المُحْسِنِينَ:قال تعالى:}وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ {[البقرة:195].
الإحسان قد يكون واجباً، وقد يكون مستحباً مندوباً إليه، فما كان يتوقف عليه أداء الواجب، فهو واجب، وما كان زائداً على ذلك فهو مستحب.
والإحسان يكون في عبادة الله، ويكون في معاملة الخلق:
فالإحسان في عبادة الله فسره النبي eحين سأله جبريل فقال: مَا الْإِحْسَانُ؟ قال: " أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ". وهذا أكمل من الذي بعده، لأن الذي يعبد الله كأنه يراه عبادة طلب ورغبة، " فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ، فَإِنَّهُ يَرَاكَ "([2])، أي: فإن لم تصل إلى هذه الحال، فاعلم أنه يراك والذي يعبد الله على هذه المرتبة يعبده عبادة خوف وهرب، لأنه يخاف ممن يراه.
وأما الإحسان بالنسبة لمعاملة الخلق؟ فقيل في تفسيره: بذل الندى، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.
بذل الندى: أي: المعروف، سواء كان مالياً أو بدنياً أم جاهياً.
كف الأذى: أن لا تؤذي الناس بقولك ولا بفعلك.
وطلاقة الوجه: أن لا تكون عبوساً عند الناس، لكن أحياناً الإنسان يغضب ويعبس، فنقول: هذا لسبب، وقد يكون من الإحسان إذا كان سبباً لصلاح الحال.
ولهذا، إذا رجمن الزاني أو جلدناه، فهو إحسان إليه.
ويدخل في ذلك إحسان المعاملة في البيع، والشراء، والإجارة، والنكاح... وغير ذلك، لأنك إذا عاملتهم بالطيب في هذه الأمور، صبرت على العسر، وأوفيت الحق بسرعة، هذا يعد بذل الندى، فإن اعتديت بالغش والكذب والتزوير، فأنت لم تكف الأذى، لأن هذا أذية. أحسن في عبادة لله وإلى عباد الله.
وقوله:] إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ[،هذا تعليل للأمر، فهذا ثواب المحسن، أن الله يحبه، ومحبة الله مرتبة عالية عظيمة.
(2) يُحِبُّ التَّوَّابِينَ:قال تعالى:}إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ{[البقرة:222].
       التواب: صيغة مبالغة من التوبة، وهو كثير الرجوع إلى الله، والتوبة هي الرجوع إلى الله من معصيته إلى طاعته.
ومعلوم أن كثرة التوبة تسلتزم كثرة الذنب، ومن هنا نفهم بأن الإنسان مهما كثر ذنبه، إذا أحدث لكل ذنب توبة، فإن الله تعالى يحبه، والتائب مرة واحدة من ذنب واحد محبوب إلى الله U من باب أولى، لأن من كثرت ذنوبه وكثرت توبته يحبه الله، فمن قلت ذنوبه، كانت محبة الله له بالتوبة من باب أولى.
(3) يُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ:قال تعالى:}وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ{[البقرة:222].
الذين يتطهرون من الأحداث ومن الأنجاس في أبدانهم وما يجب تطهيره.
وهنا جمع بين طهارة الظاهر وطهارة الباطن: طهارة الباطن بقوله:]التَّوَّابِين[، وطهارة الظاهر بقوله: ] المُتَطَهِّرِينَ[.

(4) يُحِبُّ متابعة النبيe:قال تعالى:}قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ{[آل عمران:31].
يسمى علماء السلف هذه الآية: آية المحنة، يعني الامتحان، لأن قوماً ادعوا أنهم يحبون الله فأمر الله نبيه أن يقول لهم:]قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي[، وهذه تحد لكل من ادعى محبة الله، أن يقال له:               إن كنت صادقاً في محبة الله، فاتبع الرسول، فمن أحدث في دين رسول الله e ما ليس منه، وقال: إنني أحب الله ورسوله بما أحدثته، قلنا له: هذا كذب لو كانت محبتك صادقة، لاتبعت الرسول عليه الصلاة والسلام، ولم تتقدم بين يديه بإدخال شيء في شريعته ليس من دينه، فكل من كان أتبع لرسول الله e، كان لله أحب.
 (5) يُحِبُّ المُتَّقِينَ: قال تعالى:} بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ {[آل عمران:76].
       المتقون هم الذين اتخذوا وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، هذا من أحسن وأجمع ما يقال في تعريف التقوى.
       لما رَوَى التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيث عَطِيَّة السَّعْدِيِّ tمَرْفُوعًا " لَا يَبْلُغُ الْعَبْدُ أَنْ يَكُون مِنْ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا مِمَّا بِهِ الْبَأْسُ "([3]).
(6) يُحِبُّ الصَّابِرِينَ:قال تعالى:}وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ {[آل عمران:146].
       قال الحافظ ابن حجر –رحمه الله- قَالَ الرَّاغِب:(الصَّبْر الْإِمْسَاك فِي ضِيق ، صَبَرْت الشَّيْء حَبَسْته ، فَالصَّبْر حَبْس النَّفْس عَلَى مَا يَقْتَضِيه الْعَقْل أَوْ الشَّرْع . وَتَخْتَلِف مَعَانِيه بِتَعَلُّقَاتِهِ:فَإِنْ كَانَ عَنْ مُصِيبَة سُمِّيَ صَبْرًا فَقَطْ ، وَإِنْ كَانَ فِي لِقَاء عَدُوّ سُمِّيَ شَجَاعَة ، وَإِنْ كَانَ عَنْ كَلَام سُمِّيَ كِتْمَانًا ، وَإِنْ كَانَ عَنْ تَعَاطِي مَا نُهِيَ عَنْهُ سُمِّيَ عِفَّة)أهـ ([4]).
       وعَنْ صُهَيْبٍ t قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:(عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)([5]).

(7) يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ:قال تعالى:} فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ {[آل عمران:159].
       التوكل:هو الاعتماد على الله I في حصول المطلوب ، ودفع المكروه ، مع الثقة به وفعل الأسباب المأذون فيها ، ولابد من أمرين :
الأول: أن يكون الاعتماد على الله اعتماداً صادقاً حقيقياً.
الثاني: فعل الأسباب المأذون فيها.
       فمن جعل أكثر اعتماده على الأسباب ، نقص توكله على الله ،ومن جعل اعتماده على الله ملغياً للأسباب ، فقد طعن في حكمة الله ، لأن الله جعل لكل شيء سبباً ، فمن اعتمد على الله اعتماداً مجرداً كان قادحاً في حكمة الله ، لأن الله حكيم ، يربط الأسباب بمسبباتها ، كمن يعتمد على الله في حصول الولد وهو لا يتزوج.
(8) يُحِبُّ المُقْسِطِينَ:قال تعالى:} فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ {[المائدة:42].
]بِالْقِسْطِ [أي: بالعدل، وهذا واجب، فالعدل واجب في كل ما تجب فيه التسوية:
يدخل في ذلك العدل في معاملة الله U، ينعم الله عليك بالنعم، فمن العدل أن تقوم بشكره، يبين الله لك الحق، فمن العدل أن تتبع هذا الحق.
ويدخل في ذلك العدل في معاملات الخلق: أن تعامل الناس بما تحب أن يعاملوك به، ولهذا قال e:" فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتُدْرِكْهُ مَوْتَتُهُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ مَا يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ "([6]).
ويدخل في ذلك العدل بين الأولاد في العطية، قال النبي r: " فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلَادِكُمْ"([7])
ويدخل في ذلك العدل بين الورثة في الميراث، فيعطى كل واحد نصيبه، ولا يوصى لأحد منهم بشيء لقولهe:" إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَى كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ"([8]).
ويدخل في ذلك العدل بين الزوجات، بأن تقسم لكل واحدة مثل ما تقسم للأخرى لقولهe:" مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ"([9]).
ويدخل في ذلك العدل في نفسك، فلا تكلفها ما لا تطيق من الأعمال، إن لربك عليك حقاً، لنفسك عليك حقاً لقولهe:" إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا وَإِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا فَصُمْ وَأَفْطِرْ وَصَلِّ وَنَمْ"([10]).
وعلى هذا فقس.
(9) يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ:قال تعالى:}إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاًّ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ{ [الصف:4].
هؤلاء الذين علق الله المحبة لهم بأعمالهم لهم عدة صفات:
أولاً: يقاتلون، فلا يركنون إلى الخلود والخمول والكسل والجمود الذي يضعف الدين والدنيا.
ثانياً:الإخلاص، لقوله:]فِي سَبِيلِهِ[.
ثالثاً:يشد بعضهم بعضاً، لقوله:]صَفاًّ[.
رابعاً:أنهم كالبنيان، والبنيان حصن منيع.
خامساً:لا يتخللهم ما يمزقهم، لقوله:]مَّرْصُوصٌ [.
هذه خمس صفات علق الله المحبة لهؤلاء عليها.



ثانياً:من السنة:
(1) يُحِبُّ الحسن والإتقان في العمل:لقوله e:"يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن"([11]).
       ولقوله e:"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"([12]).
(2) يُحِبُّ صدق الحديث، وأداء الأمانة، وحسن الجوار:لقولهe:"من سره أن يحب الله ورسوله أو يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدث وليؤد أمانته إذا أؤتمن وليحسن جوار من جاوره"([13]).
(3) يُحِبُّ التعبد له بأسمائه الحسنى وصفاته العلى:عَنْ عَائِشَةَ- رضي الله عنها-(أَنَّ النَّبِيَّ e بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِـ" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ eفَقَالَ:"سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ" فَسَأَلُوهُ ؟ فَقَالَ:"لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا" فَقَالَ: النَّبِيُّ e "أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ")([14]).
(4) يُحِبُّ من يُحِبُّ الأنصارy:عَنِ الْحَارِثِ بْنِ زِيَادٍ السَّاعِدِيِّ الْأَنْصَارِيِّ t قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ e بِيَدِهِ "لَا يُحِبُّ رَجُلٌ الْأَنْصَارَ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ يُحِبُّهُ")([15]).
(5) يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ U:عَنِ ابْنِ عُمَرَt قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ)([16]).
        ولقولهe:( إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه)([17]).
(6) يُحِبُّ أن يُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ نِعْمَتِه ِI:لقولهe:( "إِذَا آتَاكَ اللَّهُ مَالا فَلْيُرَ عَلَيْكَ أَثَرُ نِعْمَتِهِ وَكَرَامَتِهِ")([18]).
(7) يُحِبُّ أن يُحلف به:لقولهe:(احلفوا بالله وبروا واصدقوا فإن الله يُحب أن يُحلف به)([19]).
(8) يُحِبُّ العبد المؤمن:لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ U يَحْمِي عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ فِي الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُ كَمَا تَحْمُونَ مَرِيضَكُمْ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ تَخَافُونَ عَلَيْهِ)([20]).
(9) يُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاقِ:لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاقِ، وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا)([21]).
(10) يُحِبُّ الْوِتْرَ:لقولهe:(يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ)([22]).
(11) يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ:لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ U حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)([23]).
        ولقولهe:(إن الله ستير يحب الستر)([24]).
(12) يُحِبُّ الرِّفْقَ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَيْهِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ)([25]).
        ولقولهe:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ)([26]).
(13) يُحِبُّ الْجَمَالَ:لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ)([27]).
(14) يُحِبُّ الْكَرَمَ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ Uكَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ)([28]).
(15) يُحِبُّ الْجُودَ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ - تعالى- جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ)([29]).
(16) يُحِبُّ الطَّيِّبَ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ)([30]).
(17) يُحِبُّ النَّظَافَةَ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ،فَنَظِّفُوا أُرَاهُ قَالَ أَفْنِيَتَكُمْ وَلَا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)([31]).
(18) يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ)([32]).
(19) يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ والشِّرَاءِ والْقَضَاءِ: لقولهe:(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ سَمْحَ الْبَيْعِ سَمْحَ الشِّرَاءِ سَمْحَ الْقَضَاءِ)([33]).
(20) يحب الإصلاح بين الناس: لقولهe:(ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها تصلح بين الناس فإنها صدقة يحب الله موضعها)([34]).
(21) يُحِبُّ الْمَحَامِدَ: عَنِ الأَسْوَدِ بن سَرِيعٍ t، قَالَ :كُنْتُ رَجُلا شَاعِرًا ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ e، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا أُنْشِدُكُ مَحَامِدَ حَمِدْتُ بِهَا رَبِّي U؟ ، قَالَe:"أَمَا إِنَّ رَبَّكَ يُحِبُّ الْمَحَامِدَ فَمَا اسْتَزَادَنِي")([35]).
(22) يُحِبُّ الْعَفْوَ: لقولهe:( إِنَّ اللَّهَ U عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ)([36]).
 (23) ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم:
الأول:قولهe:(ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم الذي إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله Uفإما أن يقتل وإما أن ينصره الله U ويكفيه فيقولUانظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه.
الثاني:والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل فيقول U يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد.
الثالث:والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء)([37]).
(24) ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ : عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِt  قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي ذَرٍّ t حَدِيثٌ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاهُ فَلَقِيتُهُ فَقُلْتُ: لَهُ يَا أَبَا ذَرٍّ بَلَغَنِي عَنْكَ حَدِيثٌ فَكُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهُ فَقَالَ: قَدْ لَقِيتَ فَاسْأَلْ قَالَ: قُلْتُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ e يَقُولُ: ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ U وَثَلَاثَةٌ يُبْغِضُهُمْ اللَّهُ U قَالَ: نَعَمْ فَمَا أَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى خَلِيلِي مُحَمَّدٍ e ثَلَاثًا يَقُولُهَا قَالَ: قُلْتُ مَنْ الثَّلَاثَةُ الَّذِينَ يُحِبُّهُمْ اللَّهُ  Uقَالَ؟
الأول: قوله e:( رَجُلٌ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَقِيَ الْعَدُوَّ مُجَاهِدًا مُحْتَسِبًا[38] فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ وَأَنْتُمْ تَجِدُونَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا }.
الثاني: وَرَجُلٌ لَهُ جَارٌ يُؤْذِيهِ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ وَيَحْتَسِبُهُ حَتَّى يَكْفِيَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ بِمَوْتٍ أَوْ حَيَاةٍ.
الثالث: وَرَجُلٌ يَكُونُ مَعَ قَوْمٍ فَيَسِيرُونَ حَتَّى يَشُقَّ عَلَيْهِمْ الْكَرَى أَوْ النُّعَاسُ فَيَنْزِلُونَ فِي آخِرِ اللَّيْلِ فَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ وَصَلَاتِهِ)([39]).
هذا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل


انتهاء في
صباح يوم الجمعة الموافق 29/من شهر صفر/1429هـ
الموافق 7/من مارس/2008م
أضيف عليه في يوم الخميس 28/ من رجب /1429هـ
الموافق 31/ من يوليو/2008م



[1])) صحيح : رواه الإمام البخاري – رحمه الله- في " صحيحه"ح ( 1387)، والإمام مسلم –رحمه الله- في " صحيحه"ح (2428).
([2]) صحيح : رواه الإمام البخاري – رحمه الله- في " صحيحه"ح ( 48)، والإمام مسلم –رحمه الله- في " صحيحه"ح (9).
[3])) حسن: حسنه العلامة الألباني – رحمه الله- في " المشكاة "ح ( 2775).
[4])) (فتح البارى) كِتَاب "الرِّقَاقِ" بَاب "الصَّبْرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ" (18/292).
[5])) صحيح : رواه الإمام مسلم –رحمه الله- في " صحيحه"ح (5318).

[6])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- في " صحيح سنن النسائي " ( 7/152) ح ( 4191).
[7])) صحيح : رواه الإمام البخاري – رحمه الله- في " صحيحه"ح (2398)، والإمام مسلم –رحمه الله- في " صحيحه"ح (3055).
[8])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- في " صحيح سنن أبي داود " ( 3/114) ح (2870).
[9])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- في " صحيح سنن أبي داود " ( 2/242) ح (2133).
[10])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- في " صحيح سنن أبي داود " ( 2/48) ح (1369).
[11])) حسن:حسنه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (8037).
[12])) حسن:حسنه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1880).
[13])) قال العلامة الألباني – رحمه الله- :( وهو حديث ثابت له طرق وشواهد في معجمي الطبراني وغيرهما وقد أشار المنذري في:(الترغيب )( 3/26 ) إلى تحسينه وقد خرجته في ( الصحيحة ) برقم ( 2998).
([14]) متفق عليه: رواه الإمام البخاري – رحمه الله- في " صحيحه "ح (6827)، والإمام مسلم –رحمه الله- في " صحيحه"ح (1347).
[15])) حسن: حسنه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " الصحيحة  " ( 4/235) ح (1672).
[16])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1886).
[17])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1885).
[18])) حسن: حسنه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (255).
[19])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (211).
[20])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1814).
[21])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1889).
[22])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (7860).
[23])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في "سنن أبي داود"(4/39)ح(4012).
[24])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " الإرواء " ح (2335).
[25])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في "سنن أبي داود"(4/254)ح(4807).
[26])) صحيح : رواه الإمام البخاري – رحمه الله- في " صحيحه"ح (5565).
[27])) صحيح : رواه الإمام مسلم – رحمه الله- في " صحيحه "ح (131).
[28])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " الصحيحة  " ( 3/366) ح (1378).
[29])) صحيح:صححه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1744).
[30])) حسن: حسنه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " المشكاة " ( ج2) ح (4487).

[31])) حسن: حسنه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " المشكاة " ( ج2) ح (4487) جزء من حديث ابن المسيب – رحمه الله- قال صالح بن أبي  حسان فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ فَقَالَ حَدَّثَنِيهِ عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ نَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ.
[32])) صحيح : رواه الإمام مسلم – رحمه الله- في " صحيحه "ح (5266) من حديث سعد بن أبي وقاص t. 
[33])) صحيح:صححه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1888) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ t.
[34])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " الصحيحة  " ( 6/298) ح (2644).
[35])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " الصحيحة  " ( ج7 ) ح (3179).
[36])) حسن: حسنه العلام الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الجامع " ح (1779).
([37])صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " الصحيحة  " ( ج7 ) ح (3478).
[38])) الاحتساب والحسبة : طَلَب وجْه اللّه وثوابه. بالأعمال الصالحة، وعند المكروهات هو البِدَارُ إلى طَلَب الأجْر وتحصيله بالتَّسْليم والصَّبر، أو باستعمال أنواع البِرّ والقِيام بها على الوجْه المرْسُوم فيها طَلَباً للثَّواب المرْجُوّ منها.
[39])) صحيح: صححه العلامة الألباني – رحمه الله- : في " صحيح الترغيب والترهيب " ح (2569).