جديدالموقع

الاسناد لبيان ما خلق الله قبل خلق الارض والسماوات













بِسْمِ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أجمَعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ-رَحِمَهُ اللَّهُ- " فِي الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ " (1/11): وَاخْتَلَفُوا هَلْ كَانَ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْءٌ مَخْلُوقٌ قَبْلَهُمَا ؟
فَذَهَبَ طَوَائِفُ مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ إِلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَبْلَهُمَا شَيْءٌ، وَأَنَّهُمَا خُلِقَتَا مِنَ الْعَدَمِ الْمَحْضِ.
وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ كَانَ قَبْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَخْلُوقَاتٌ أُخَرُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ }[هُودٍ:7].الْآيَةَ.
وَفِي حَدِيثِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ:« دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، فَقَالَ:« اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ (1 ) »،« فَقَالُوا: أَمَّا إِذْ بَشَّرْتَنَا، فَأَعْطِنَا »،« فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-( 2) »،« ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ، فَقَالَ: اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ »،« فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ قَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ كَيْفَ كَانَ ؟»، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ [وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ قَبْلَهُ ][ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ ](3 ) وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ( 4) وَكَتَبَ (5 ) فِي [اللَّوْحِ ( 6)][وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ] كُلَّ شَيْءٍ (7 )، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ( 8)، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ، أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ، فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ ( 9) فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ » ( 10).
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ }[هود:7] عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ؟، قَالَ:« عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ » صَحِيحٌ ( 11)،
قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت - رَضِيَ الله عَنْهُ -، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ:« إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَمَ فَقَالَ: اكْتُبْ، فَقَالَ: رَبِّ مَا أَكْتُبُ؟، قَالَ: اكْتُبْ الْقَدَرَ (أَيْ: الْمُقَدَّرَ الْمَقْضِيَّ) مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ (أَيْ: قَبْلَ تَكَلُّمِ النَّبِيِّ بِذَلِكَ، لَا قَبْلَ الْقَلَمِ) إِلَى الْأَبَدِ »، وَفِي رِوَايَةٍ:« اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، قَالَ: فَجَرَى الْقَلَمُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى الْأَبَدِ » صَحِيحٌ (12 )، فَيُجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهُ بِأَنَّ أَوَّلِيَّةَ الْقَلَمِ، يَعْنِي بَعْدَ الْعَرْشِ، وَالْمَاءِ، وَالرِّيحِ، لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« كَتَبَ اللهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ(13 )، وَعَنْ اِبْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}، عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ؟، قَالَ: عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ. بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا مِنْهُ صَدَرَ مِنْ الْكِتَابَةِ، أَيْ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: اُكْتُبْ أَوَّل مَا خُلِقَ ( 14). عَلَى رِوَايَةِ النَّصْبِ يَكُوْنُ المَعْنَى: إِنَّ اللهَ تَعَالَى أَمَرَ القَلَمَ أَنْ يَكْتُبَ عِنْدَ أَوَّلِ خَلْقِهِ لَهُ(15 ). وَعَلَى هَذَا تَكُوْنُ الأَوَّلِيَّةُ فِي الحَدِيْثِ بِاعْتِبَارِ خَلْقِ القَلَمِ عَلَى أَنَّهُ أَوَّلُ الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ، وَلَيْسِ لِعُمُوْمِ الخَلْقِ. وَالَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ فِيمَا نَقَلَهُ الْحَافِظُ أَبُو الْعَلَاءِ الْهَمَذَانِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ- وَغَيْرُهُ؛ أَنَّ الْعَرْشَ مَخْلُوقٌ قَبْلَ ذَلِكَ( 16).
عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، يَقُولُ:« قَامَ فِينَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ، حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ( 17)

هذا والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- قَالَ الْكَرْمَانِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: بَشَّرَهُمْ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بِمَا يَقْتَضِي دُخُولَ الْجَنَّة، حَيْثُ عَرَّفَهُمْ أُصُولَ الْعَقَائِد، الَّتِي هِيَ الْمَبْدَأُ وَالْمَعَادُ وَمَا بَيْنَهُمَا. فتح الباري (13/ 409).ط. دار المعرفة – بيروت.
2- إِمَّا لِلْأَسَفِ عَلَيْهِمْ كَيْفَ آثَرُوا الدُّنْيَا، وَإِمَّا لِكَوْنِهِ لَمْ يَحْضُرْهُ مَا يُعْطِيهِمْ فَيَتَأَلَّفهُمْ بِهِ، أَوْ لِكُلٍّ مِنْهُمَا. فتح الباري (6/ 288).ط. دار المعرفة – بيروت.
قَالَ الْكَرْمَانِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: دَلَّ قَوْلُهُمْ " بَشَّرْتنَا " عَلَى أَنَّهُمْ قَبِلُوا فِي الْجُمْلَة، لَكِنْ طَلَبُوا مَعَ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا نَفَى عَنْهُمْ الْقَبُولَ الْمَطْلُوبَ، لَا مُطْلَقَ الْقَبُول، وَغَضِبَ حَيْثُ لَمْ يَهْتَمُّوا بِالسُّؤَالِ عَنْ حَقَائِقِ كَلِمَةِ التَّوْحِيد، وَالْمَبْدَأ وَالْمَعَادِ، وَلَمْ يَعْتَنُوا بِضَبْطِهَا، وَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْ مُوجِبَاتهَا وَالْمُوَصِّلَات إِلَيْهَا.
قَالَ الطِّيبِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: لَمَّا لَمْ يَكُنْ جُلُّ اِهْتِمَامِهِمْ إِلَّا بِشَأْنِ الدُّنْيَا وَالِاسْتِعْطَاءِ دُونَ دِينِهِمْ، قَالُوا:" بَشَّرْتنَا " لِلتَّفَقُّهِ وَإِنَّمَا جِئْنَا لِلِاسْتِعْطَاءِ " فَأَعْطِنَا " فَمِنْ ثَمَّ قَالَ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:" إِذْ لَمْ يَقْبَلهَا بَنُو تَمِيم ". فتح الباري (13/ 409).ط. دار المعرفة – بيروت.
3- فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُ اللهِ، لَا الْمَاءُ وَلَا الْعَرْشُ وَلَا غَيْرُهُمَا، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ غَيْرُ اللهِ تَعَالَى. فتح الباري (6/ 289).ط. دار المعرفة – بيروت.
شُبْهَةُ وَالرَّدُّ عَلَيْهَا: قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَمِنْ أَعْظَمِ الْأُصُولِ الَّتِي يَعْتَمِدُهَا هَؤُلَاءِ الِاتِّحَادِيَّةُ الْمَلَاحِدَةُ الْمُدَّعُونَ لِلتَّحْقِيقِ وَالْعِرْفَانِ: مَا يَأْثُرُونَهُ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:{ كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ } عِنْدَ الِاتِّحَادِيَّةِ الْمَلَاحِدَةِ، وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ وَهُوَ قَوْلُهُ:{ وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ } كَذِبٌ مُفْتَرًى عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ مَوْضُوعٌ مُخْتَلَقٌ وَلَيْسَ هُوَ فِي شَيْءٍ مِنْ دَوَاوِينِ الْحَدِيثِ لَا كِبَارِهَا وَلَا صِغَارِهَا وَلَا رَوَاهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِإِسْنَادِ لَا صَحِيحٍ وَلَا ضَعِيفٍ وَلَا بِإِسْنَادِ مَجْهُولٍ وَإِنَّمَا تَكَلَّمَ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ: بَعْضُ مُتَأَخِّرِي مُتَكَلِّمَةِ الْجَهْمِيَّة فَتَلَقَّاهَا مِنْهُمْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَصَلُوا إلَى آخِرِ التَّجَهُّمِ -وَهُوَ التَّعْطِيلُ وَالْإِلْحَادُ-. وَلَكِنَّ أُولَئِكَ قَدْ يَقُولُونَ: كَانَ اللَّهُ وَلَا مَكَانٌ وَلَا زَمَانٌ وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ فَقَالَ هَؤُلَاءِ : كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ.
ثم قَالَ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: وَهَذِهِ الزِّيَادَةُ الْإِلْحَادِيَّةُ وَهُوَ قَوْلُهُمْ: وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ قَصَدَ بِهَا الْمُتَكَلِّمَةُ الْمُتَجَهِّمَةُ نَفْيَ الصِّفَاتِ الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ ؛ مِنْ اسْتِوَائِهِ عَلَى الْعَرْشِ وَنُزُولِهِ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَغَيْرِ ذَلِكَ فَقَالُوا : كَانَ فِي الْأَزَلِ لَيْسَ مُسْتَوِيًا عَلَى الْعَرْشِ وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ فَلَا يَكُونُ عَلَى الْعَرْشِ.انْظُرْ: "مَجْمُوعِ الْفَتَاوَى"(2/ 272 ، 273).ط. الملك فهد.
قُلْتُ: وقصد بها الاتحادية تأييد مذهبهم الإلحادي في أن الله هو عين الموجودات، ونفس الكائنات، وأنه ليس إلا هو، فليس معه شيء آخر لا أزلاً ولا أبداً . تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً .
4- مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَلَقَ الْمَاءَ سَابِقًا، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاء، وَقَدْ وَقَعَ فِي قِصَّة نَافِع بْن زَيْد الْحِمْيَرِيّ بِلَفْظِ: " كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ، فَقَالَ: اُكْتُبْ مَا هُوَ كَائِن، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ "، فَصَرَّحَ بِتَرْتِيبِ الْمَخْلُوقَاتِ بَعْدَ الْمَاءِ وَالْعَرْش. وَظَاهِرُ حديثِ عِمْرَانَ بْن حُصَيْنٍ أَنَّ الْعَرْشَ كَانَ عَلَى الْمَاءِ قَبْلَ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض، وَيُجْمَعُ بِأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَلَى الْمَاء، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْمَاءِ مَاءَ الْبَحْر، بَلْ هُوَ مَاءٌ تَحْت الْعَرْشِ كَمَا شَاءَ الله تَعَالَى. فتح الباري (13/ 401).ط. دار المعرفة – بيروت.
وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ الألباني -رَحِمَهُ اللَّهُ-:(( ربنا يقول:{وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}(هود:7)، هو خلق من خلق الله عز وجل، كان العرش ولا يزال على الماء، لكن هذا بلا شك لا يعني أن الماء قديم أزلي لا أول له، وأن العرش أيضاً قديم أزلي لا أول له، لأن كل ما سوى الله عز وجل فهو مخلوقٌ مسبوقٌ بالعدم )). موسوعة الألباني في العقيدة (7/ 681) " الهدى والنور" (69/ 14: 27: 00).
5- أَيْ: قَدَّرَ. فتح الباري (6/290).ط. دار المعرفة – بيروت.
6- «(فِي الذِّكْرِ)؛ أَيْ: فِي مَحَلِّ الذِّكْرِ؛ أَيْ: فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ». فتح الباري (6/ 290).ط. دار المعرفة – بيروت.
7- أَيْ: مِنْ الْكَائِنَات. فتح الباري (6/ 289).ط. دار المعرفة – بيروت.
8- لَمْ يَقَع بِلَفْظِ " ثُمَّ " إِلَّا فِي ذِكْرِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض، وَقَدْ رَوَى مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد الله بْن عَمْرو مَرْفُوعًا " أَنَّ الله قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلَائِق قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء "، وَهَذَا الْحَدِيثُ يُؤَيِّدُ رِوَايَة مَنْ رَوَى " ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض " بِاللَّفْظِ الدَّالِّ عَلَى التَّرْتِيب. فتح الباري (6/ 289).ط. دار المعرفة – بيروت.
9- أَيْ: يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رُؤْيَتِهَا السَّرَاب، وَهُوَ مَا يُرَى نَهَارًا فِي الْفَلَاةِ كَأَنَّهُ مَاءٌ. فتح الباري (6/ 290).ط. دار المعرفة – بيروت.
10- (خ) 3191 ، 4125، 7418، (ت) 3951، (حم) 19889، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
11- أَخْرَجَهُ: (ك) 3293،(عب) 9089، و(صم) 584، وصححه الألباني في ظلال الجنة: 584 وقال: إسناده جيد موقوف، وليس له حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاه عن أهل الكتاب. أ. هـ
12- أَخْرَجَهُ: (ت) 2155 ، (د) 4700،(صم) 104، وصححه الألباني في ظلال الجنة.
13- فِي صَحِيحِهِ ح (2653)، مِنْ حَدِيثِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-.
قَالُوا: فَهَذَا التَّقْدِيرُ هُوَ كِتَابَتُهُ بِالْقَلَمِ الْمَقَادِيرَ، وَقَدْ دَلَّ هَذَا الْحَدِيثُ أَنَّ ذَلِكَ بَعْدَ خَلْقِ الْعَرْشِ، فَثَبَتَ تَقَدُّمُ خَلْقِ الْعَرْشِ عَلَى الْقَلَمِ الَّذِي كَتَبَ بِهِ الْمَقَادِيرَ كَمَا ذَهَبَ إِلَى ذَلِكَ الْجَمَاهِيرُ.
14- انْظُرْ: فتح الباري (6/ 289).ط. دار المعرفة – بيروت. تحفة الأحوذي (6/307).ط. دار الكتب العلمية – بيروت.
15- قَالَ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ عُثَيْمِيْن -رَحِمَهُ اللَّهُ-:(( وأما بالنسبة للقلم فليس في الحديث دليل على أن القلم أول شيء خلق، بل معنى الحديث أنه في حين خلق القلم أمره الله بالكتابة، فكتب مقادير كل شيء )). انْظُرْ: مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (1/ 62).ط. دار الوطن - دار الثريا.
16- انْظُرْ: مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين (7/ 260).ط. دار الوطن - دار الثريا.
17- فِي صَحِيحِهِ ح (3192).
رابط:https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=163126