بِسْمِ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أجمَعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فقد انتشر في الآونة الأخيرة انتشارًا كبيراً خاصة على الشبكات العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعية، قصة الإمام أحمد-رَحِمَهُ اللَّهُ-، والخباز ويذكرونها في معرض ذكرهم لفضل الاستغفار، حتى أن أغلب المساجد صارت تضعها في لوحة إعلانات المسجد والقصة هي:
أَوَّلًا: مَتْنُ الْقِصَّةِ: في إحدى رحلات الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، توقف في إحدى القرى للمبيت ولم يجد مكان سوى المسجد وعندما أراد النوم فيه شاهده الحارس الذي منعه من المبيت في المسجد فحاول الإمام أن يقنع الحارس بالمكوث ولكن لا جدوى فقال له الإمام سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، مكان موضع قدميه أي عند عتبة المسجد، ولكن حارس المسجد مره أخرى لم يعجبه الأمر فجرّه لإبعاده من مكان المسجد وكان الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر، فرآه خباز كان يملك محلاً بسيطاً يبيع فيه الخبز رأى الخباز الحارس وهو يجر الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، بتلك الهيئة فنادى الخباز الإمام أحمد وعرض عليه المبيت وذهب الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، مع الخباز ،فأكرمه ونعّمه، و ذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز، فلاحظ الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، أمرًا حيره وهو أن الخباز كان لا يفارق الاستغفار لسانه أبدًا فكان مع كل عجينة يعجنها يستغفر الله ومع كل رغيف يدخله للفرن أو يخرجه يستغفر الله دون أن يفتر عن ذلك وبشكل متواصل، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحالة فتعجب الإمام أحمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، فلما أصبح سأل الإمام احمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، الخباز عن كثرة استغفاره فأجابه الخباز: أنه إعتاد في كل عمل يقوم به يذكر الله ويستغفره فسأله الإمام أحمد-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وهل وجدت لاستغفارك ثمره ؟
فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت ! إلا دعوة واحدة !ـ
فقال الإمام أحمد-رَحِمَهُ اللَّهُ-: وما هي ؟
فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل-رَحِمَهُ اللَّهُ-، فقال الإمام أحمد-رَحِمَهُ اللَّهُ-: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جراً حتى يحقق لك الله تلك الأمنية.
ثَانِيًا: تَخْرِيجُ الْقِصَّةِ: لا أصل لها في الكتب المسندة، لاسيما التي تعنى بمناقب الإمام أحمد -رَحِمَهُ اللَّهُ-، فلم توجد بها مطلقا.
ثَالِثًا تَحْقِيقُ الْقِصَّةِ: قال مُؤَرِّخُ الإِسْلاَمِ، شَمْسِ الدِّيْنِ، أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيِّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- "فِي سِيَرِ أَعْلاَمِ النُّبَلاَءِ " (11/321 :(حِكَايَةٌ مَوْضُوْعَةٌ.
هذا والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل
رابط:https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=163153