بِسْمِ اللهِ،
وَالحَمْدُ لِلَّهِ،
وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أجمَعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنِ النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « أُذِنَ لِى أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلاَئِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ( 1) مَسِيرَةُ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ(2 ) » صَحِيحٌ ( 3).
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ السَّابِعَةَ، وَالْعَرْشُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ، وَهُوَ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ أَيْنَ كُنْتَ؟ وَأَيْنَ تَكُونُ ؟ » صَحِيحٌ ( 4).
وَعَنْهُ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« إِنَّ اللهَ أَذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ دِيكٍ (5 ) قَدْ مَرَقَتْ رِجْلَاهُ الْأَرْضَ ( 6) وعُنُقُهُ مُنْثَنٍ تَحْتَ الْعَرْشِ، وَهو يَقُولُ: سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَكَ رَبَّنَا، فَرَدَّ عَلَيْهِ: لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ (7 ) مَنْ حَلَفَ بِي كَاذِبًا » صَحِيحٌ ( 8).
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رُمِيَ بِنَجْمٍ ( 9) فَاسْتَنَارَ (10) فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا؟ »، قُلْنَا: كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا قَضَى أَمْرًا، سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ ( 11) أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟، فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ، قَالَ اللهُ:{ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ }[سبأ:23]، قَالَ: فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَتَخْتَطِفُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ، فَيَقْذِفُونَهُ ( 12) إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ ( 13) وَيُرْمَوْنَ بِهِ ( 14) فَمَا جَاءُوا بِهِ (15) عَلَى وَجْهِهِ (16) فَهُوَ حَقٌّ ( 17)، وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُونَهُ وَيَزِيدُونَ ( 18) » صَحِيحٌ ( 19).
عَنْ حَسَّانِ بْنِ عَطِيَّةَ، قَالَ:« حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ يَتَجَاوَبُونَ بِصَوْتٍ حَسَنٍ رَخِيمٍ، قَالَ فَيَقُولُ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَتَقُولُ الْأَرْبَعَةُ الْآخَرُونَ: سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ »(20).
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَدَّقَ أُمَيَّةَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ فِي شَيْءٍ مِنْ شِعْرِهِ فَقَالَ :
رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ*** وَالنِّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ
فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : صَدَقَ .
فَقَالَ:
وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ كُلَّ آخِرِ لَيْلَةٍ***حَمْرَاءَ يُصْبِحُ لَوْنُهَا يَتَوَرَّدُ
تَأْبَى فَمَا تَطْلُعُ لَنَا فِي رِسْلِهَا *** إِلَّا مُعَذَّبَةً وَإِلَّا تُجْلَدُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: صَدَقَ. ( 21)
قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ-رَحِمَهُ اللَّهُ- " فِي الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ " (1/20 ، 21): فَإِنَّهُ حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ، وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ.
قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ البَيْهَقِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي كِتَابِهِ (الأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ) بعد أن أورد هذا الحديث فِي بَابِ مَا ذُكِرَ فِي الْقَدَمِ وَالرِّجْلِ:(( فَهَذَا حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ بِإِسْنَادِهِ هَذَا، وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِهِ مَا جَاءَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ الْكُرْسِيَّ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، مَلَكٌ فِي صُورَةِ رَجُلٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ أَسَدٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ ثَوْرٍ، وَمَلَكٌ فِي صُورَةِ نَسْرٍ، فَكَأَنَّهُ ـ إِنْ صَحَّ ـ بَيَّنَ أَنَّ الْمَلَكَ الَّذِي فِي صُورَةِ رَجُلٍ، وَالْمَلَكَ الَّذِي فِي صُورَةِ ثَوْرٍ، يَحْمِلَانِ مِنَ الْكُرْسِيِّ مَوْضِعَ الرِّجْلِ الْيُمْنَى، وَالْمَلَكُ الَّذِي فِي صُورَةِ النَّسْرِ، وَالَّذِي فِي صُورَةِ الْأَسَدِ وَهُوَ اللَّيْثُ، يَحْمِلَانِ مِنَ الْكُرْسِيِّ مَوْضِعَ الرِّجْلِ الْأُخْرَى، أَنْ لَوَ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ ذَا رِجْلَيْنِ )). انتهى (2/207-208) بتحقيق عبد الله بن محمد الحاشدي وقد صحح المحقق الحديث، بتقدم الْعَلاَّمَةُ مُقْبِلُ الوَادِعِيُّ-رَحِمَهُ اللَّهُ-،ط. مكتبة السوادي، جدة - المملكة العربية السعودية.
قَالَ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ بَازٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي فَتَاوَى (نُوْرٌ عَلَى الدَّرْبِ)، (1/ 133) السُّؤَال الثَّانِي مِنْ شَرِيْطٍ رَقَم (140): العرش عند أهل العلم في اللغة العربية هو الكرسي، الكرسي العظيم، كرسي الملك والمراد بعرش الرحمن كرسي عظيم ......... له قوائم وله حملة من الملائكة يحملونه، والله فوق العرش - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- كما قال - عَزَّ وَجَلَّ-:{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }[طه:5]، وقال -سُبْحَانَهُ-:{ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }[يونس: 3]، فهو كرسي عظيم مخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمه وسعته إلا الذي خلقه - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وهو كالقبعة على العالم وهو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضاً وهو سقف العالم وليس فوقه شيء سوى الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، هذا هو العرش الكرسي العظيم الذي تعرفه العرب، كما قال في قصة بلقيس:{ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ }[النمل: 23]، فكراسي الملوك يقال لها عروش، لكن عرش لله لا يشابهه شيء من عروش المخلوقين، ولكنه في الجملة يعرف من حيث اللغة ....
إِلَى أَنْ قَالَ-رَحِمَهُ اللَّهُ- : لكنه عرش عظيم مخلوق عظيم له حملة من الملائكة كما قال الله - جَلَّ وَعَلَا-:{ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ }[الحاقة: 17]، يوم القيامة، والمشهور أنه في الدنيا يحلمه أربعة، كَمَا قَالَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ فِي شِعْرِهِ الْمَعْرُوفُ الَّذِي أَنْشَدَهُ..... النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَقَرَّ بِهِ :
رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ*** وَالنِّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ
يعني أربعة أملاك في صور ما ذكر، أحدهم هو الرجل، والثاني في صورة ثور، والثالث بصورة نسر، والرابع بصورة أسد.
رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمِينِهِ*** وَالنِّسْرُ لِلْأُخْرَى وَلَيْثٌ مُرْصَدُ
هذه المخلوقات تسمى ملائكة خلقهم الله لحمل هذا العرش....، فنص القرآن أن هذا يكون يوم القيامة كَمَا قَالَ-سُبْحَانَهُ-:{ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ }[الحاقة: 17]، يومئذٍ يوم القيامة، فدل ذلك على أنه في الدينا أربعة، ويوم القيامة يكون ثمانية، والله المستعان والله أعلم.
قَالَ الْعَلاَّمَةُ السَّعْدِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ- فِي التَّفْسِيْرِ (ص732).ط. مؤسسة الرسالة:(( وفي ضمن ذلك، الإخبار عن شرف حملة العرش ومن حوله، وقربهم من ربهم، وكثرة عبادتهم، ونصحهم لعباد الله، لعلمهم أن الله يحب ذلك منهم فقال:{ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ }[غافر:7]، أي: عرش الرحمن، الذي هو سقف المخلوقات، وأعظمها، وأوسعها، وأحسنها، وأقربها من الله تعالى، الذي وسع الأرض والسموات، والكرسي. وهؤلاء الملائكة، قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم، فلا شك أنهم من أكبر الملائكة، وأعظمهم، وأقواهم. واختيار الله إياهم، لحمل عرشه، وتقديمهم في الذكر، وقربهم منه، يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكة، عَلَيْهِمُ السَّلامُ)).
هذا والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- العَاتِق: مَا بَيْن الْمَنْكِبَيْنِ إِلَى أَصْل الْعُنُق. عون المعبود - (10/244).
2- أَيْ: مَسِيرَة سَبْع مِائَة عَام بِالْفَرَسِ الْجَوَاد، كَمَا فِي خَبَر آخَر، فَمَا ظَنُّكَ بِطُولِهِ، وَعِظَمِ جُثَّته. عون المعبود (10/244).
3- أَخْرَجَهُ: أبو داود (4/232 ، رقم 4727) ، وابن عساكر (43/60). وأخرجه أيضًا : ابن أبى حاتم كما في تفسير ابن كثير (4/415)، قال ابن كثير: هذا إسناد جيد رجاله كلهم ثقات. وأبو الشيخ (3/948 ، رقم 476). قال الحافظ في الفتح (8/665): إسناده على شرط الصحيح. انْظُرْ: صَحِيح الْجَامِع: 854، الصَّحِيحَة: 151.
4- أَخْرَجَهُ: أبو يعلى (11/496 ، رقم 6619). قال الهيثمي (1/80): رجاله رجال الصحيح، انْظُرْ: الصَّحِيحَة تحت ح (150).
5- أَيْ: أذن لي أن أحدث عن عظمة جثة ديك من خلق الله تعالى، يعني عن ملك في صورة ديك، وليس بديك حقيقة كما يصرح به قوله في رواية " إِنَّ لِلَّهِ تَعَالَى مَلَكًا فِي السَّمَاءِ يُقَالُ لَهُ : الدِّيكُ إلخ ". فيض القدير (2/ 263).
6- أَيْ: وصلتا إليها وخرقتاها من جانبها الآخر. قال في الصحاح: مرَقَ السهمُ: خرج من الجانب الآخر. فيض القدير (2/ 263).
7- أَيْ: لا يعلم عظمة سلطاني وسطوة انتقامي (من حلف بي كاذبا).فيض القدير (2/ 263).
8- أَخْرَجَهُ: الطبراني في الأوسط (7/220 ، رقم 7324)، قال المنذري (2/389): إسناد صحيح. وقال الهيثمي (4/180): رجاله رجال الصحيح. وقال في موضع آخر (8/134): رجاله رجال الصحيح إلا أن شيخ الطبرانى محمد بن العباس بن الفضل بن سهيل الأعرج لم أعرفه، قَالَ الْعَلاَّمَةُ الأَلْبَانِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي الصَّحِيْحَةِ تحت ح ( 150) قُلْتُ: وقد عرفناه والحمد لله، وأنه ثقة متقن، فصح الحديث، والموفق الله تعالى. وأخرجه أبو الشيخ (3/1003، رقم 524)، والحاكم (4/330 ، رقم 7813)، وقال: صحيح الإسناد، انْظُرْ: صَحِيح الْجَامِع: 1714، الْصَّحِيْحَةِ: 150، صَحِيح الْتَّرْغِيْبِ وَالْتَّرْهِيْبِ:1839.
قُلْتُ: وَأَنْتَ تَرَىَ أَنْ إِسْنَادَيْ الْحَدِيْثَيْنِ وَاحِدٌ، فَمِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، مِنْ الْمُتَأَخِّرِيَنَ، مِنْ صَحَّحَهُمَا؛ وَذَكَرَ أَنَّ هَذَا الْمِلْكَ الَّذِيْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْأَوَّلِ، خَلَقَهُ الْلَّهُ عَلَىَ صُوْرَةِ الْدِّيْكِ الَّذِيْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْثَّانِيْ، فَالْحَدِيْثَانِ –عَلَىَ ذَلِكَ– مَخْرَجُهُمَا وَاحِدٌ، سَنَدا وَمَتْنا.
وَمِنْهُمْ مَنْ يَرَىَ أَنَّ بَعْضَ الْرُّوَاةِ أَخْطَأَ فَأَبْدَلَ إِحْدَىَ الْلَّفْظَتَيْنِ بِالْأُخْرَى : " لَعَلَّ بَعْضَ الْرُّوَاةِ أَبْدَلَ لَفْظَةَ " دِيَكْ " بِـ " مُلْكُ " أَوْ الْعَكْسِ . وَالْلَّهُ أَعْلَمُ .
وَأَمَّا الْقَوْلُ بِأَنَّهُمَا حَدِيْثَانِ مُخْتَلِفَانِ ، فَهُوَ قَوْلٌ ضَعِيْفٌ ؛ لِأَنَّ الْسَّنَدِ فِيْهِمَا وَاحِدٌ .
قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ -رَحِمَهُ الْلَّهُ- : (( وَإِذَا اتَّحَدَ مَخْرَجَ الْحَدِيْثِ وَلَا سِيَّمَا فِيْ أوَاخِرِ الْإِسْنَادِ بَعُدَ الْحَمْلُ عَلَىَ التَّعَدُّدِ جِدًّا (( انْتَهَىَ مِنْ "فَتْحِ الْبَارِيْ" (13/108).
9- (رُمِيَ بِنَجْمٍ) أَيْ: قُذِفَ بِهِ ، وَالْمَعْنَى: اِنْقَضَّ كَوْكَبٌ. تحفة (8/68).
10- أَيْ: فَاسْتَنَارَ الْجَوُّ بِهِ. تحفة الأحوذي - (8/68).
11- أَيْ: صَوْتُهُ. تحفة الأحوذي - (8/68).
12- أَيْ: مَا سَمِعُوهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ. تحفة الأحوذي - (8/68).
13- مِنْ الْكَهَنَةِ وَالْمُنَجِّمِينَ. تحفة الأحوذي - (8/68).
14- أَيْ: يُقْذَفُونَ بِالشُّهُبِ. تحفة الأحوذي - (8/68).
15- أَيْ: أَوْلِيَاؤُهُمْ. تحفة الأحوذي - (8/68).
16- أَيْ: مِنْ غَيْرِ تَصَرُّفٍ فِيهِ. تحفة الأحوذي - (8/68).
17- أَيْ: كَائِنٌ وَاقِعٌ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68).
18- أَيْ: يَزِيدُونَ فِيهِ دَائِمًا كِذْبَاتٍ أُخَرَ مُنْضَمَّةً إِلَيْهِ. تحفة الأحوذي(8/68).
19- أَخْرَجَهُ: (م) 2229 ،(ت) 3224 .
20- قَالَ الْعَلاَّمَةُ الألباني -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي تَعْلِيْقِهِ عَلَى « مُخْتَصَرُ العُلُوِّ لِلذَّهَبِيِّ »(ص 75).ط. المكتب الإسلامي - بيروت:(( سنده قوي)).
21- قَالَ الْعَلاَّمَةُ أحمَد محمَّد شَاكِر-رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي تَحْقِيْقِهِ لِلمُسْنَدِ (3/58) ح(2314).ط. دار الحديث – القاهرة: إسناد"صحيح، يعقوب بن عبتة بن المغيرة بن الأخنس: ثقة، له أحاديث كثيرة وعِلم بالسيرة، ترجمه البخاري في الكبير 4/ 2 / 389. وفي ح "عتيبة" بدل "عتبة" وهو تصحيف، وفيها"عن عكرمة بن عباس"، وهو خطأ واضح، صححناهما من ك ومن المراجع الآخر. والحديث في مجمع الزوائد 8: 127 وقال: "رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني، ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس". ورواه صاحب الأغاني مختصراً عن جرير الطبري عن ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق (4: 128 من طبعة دار الكتب).
أمية: هو أمية بن أبي الصلت الثقفي الشاعر المشهور، ترجمه الحافظ في القسم الرابع حرف الألف من الإصابة: 1/ 133 - 134 وذكر أن ابن السكن ذكره في الصحابة لأنه لم يدركه الإسلام وقد صدقه النبي في بعض شعره، وأشار إلى هذا الحديث. ثم ذكر الحافظ من حديث أبي هريرة مرفوعاً من صحيح البخاري ح(3841)، ومسلم ح (2256): " وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ". ثم عقب على ابن السكن بما ثبت أنه مات في السنة التاسعة "ولم يختلف أصحاب الأخبار أنه مات كافراً، وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر". وله ترجمة في الشعراء لابن قتيبة بتحقيقنا 429 - 433. وقول أمية في البيت الأول "رجل" إلخ، فهو بالراء والجيم، وفي الحيوان للجاحظ (6: 221 - 222 بتحقيق الأستاذ عبد السلام محمد هرون): "قالوا: وقد جاء في الخبر أن من الملائكة من هو في صورة الرجال، ومنهم من هو في صورة الثيران، ومنهم من هو في صورة النسور، ويدل على ذلك تصديق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لأمية بن أبي الصلت حين أنشد" وذكر البيت. وانظر الخزانة للبغدادي 1: 120. ووقع في الإصابة ومجمع الزوائد "زحل" بالزاي والحاء، وهو تصحيف من الناسخين أو الطابعين. وقوله في البيت الثالث "في رسلها" الرسل، بكسر الراء وسكون السين: الرفق والتؤدة. ورواية ابن قتيبة والخزانة* ليست بطالعة لهم في رسلها. وقال ابن قتيبة: "يقولون: إن الشمس إذا غربت امتنعت من الطلوع، وقالت: لا أطلع على قوم يعبدونني من دون الله، حتى تدفع وتجلد فتطلع"! هكذا قال، وما ندري ما وجهه. وفي ح "تأتي" بدل "تأبى" وهو تصحيف، صححناه من ك ومجمع الزوائد والأغاني 3: 130.
رابط: https://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=163282