جديدالموقع

الانباء بأن نوح عليه السلام أول الرسل الي الارض بعد ادم عليه السلام أول الانبياء







بِسْمِ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أجمَعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
قَالَ تَعَالَى:{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }[يوسف: 111].
عَنْ أَبِي ذَرٍّ - رَضِيَ الله عَنْهُ -، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَهو فِي الْمَسْجِدِ، فَجَلَسْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمْ وَفَاءُ عِدَّةِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ:« مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا »، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَمِ الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ؟، قَالَ:« ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا »، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ كَانَ أَوَّلُهُمْ؟، قَالَ:« آدَمُ »، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَنَبِيٌّ مُرْسَلٌ؟، قَالَ:« نَعَمْ، خَلَقَهُ اللهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَكَلَّمَهُ قِبَلًا ( 1)»، قُلْتُ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟، قَالَ:« كَانَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ عَشَرَةُ قُرُونٍ »، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ؟، قال:« عَشَرَةُ قُرُونٍ » صَحِيحٌ ( 2)،
وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، أَنَّ رَجُلًا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ؟ قَالَ:« نَعَمْ، مُكَلَّمٌ »، قَالَ: فَكَمْ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ:« عَشَرَةُ قُرُونٍ » صَحِيحٌ (3 )،
وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ:« كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ، كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْحَقِّ، فَاخْتَلَفُوا فَلَمَّا اخْتَلَفُوا، بَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ، وَأَنْزَلَ كِتَابَهُ، فَكَانُوا أُمَّةً وَاحِدَةً(4 )، قَالَ: وَكَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ: { كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا }[يونس: 19]»صَحِيحٌ (5 )، قَالَ الْإِمَامُ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ-رَحِمَهُ اللَّهُ-: فَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِالْقَرْنِ مِائَةَ سَنَةٍ، كَمَا هُوَ الْمُتَبَادَرُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ فَبَيْنَهُمَا أَلْفُ سَنَةٍ لَا مَحَالَةَ، لَكِنْ لَا يَنْفِي أَنْ يَكُونَ أَكْثَرَ بِاعْتِبَارِ مَا قَيَّدَ بِهِ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالْإِسْلَامِ؛ إِذْ قَدْ يَكُونُ بَيْنَهُمَا قُرُونٌ أُخَرُ مُتَأَخِّرَةٌ لَمْ يَكُونُوا عَلَى الْإِسْلَامِ، لَكِنَّ حَدِيثَ أَبِي أُمَامَةَ يَدُلُّ عَلَى الْحَصْرِ فِي عَشَرَةِ قُرُونٍ، وَزَادَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُمْ كُلُّهُمْ كَانُوا عَلَى الْإِسْلَامِ، وَهَذَا يَرُدُّ قَوْلَ مَنْ زَعَمَ مِنْ أَهْلِ التَّوَارِيخِ، وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ: أَنَّ قَابِيلَ وَبَنِيهِ عَبَدُوا النَّارَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ( 6).
وَهُوَ أَوَّلُ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، كَمَا ثَبَتَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:« أَوَّلُ نَبِيٍّ أُرْسِلَ: نُوحٌ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- »صَحِيحٌ ( 7)،
وَكَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَوْمًا بِلَحْمٍ،« فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى الْأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ (8 ).
هذا والله تعالى من وراء القصد وهو يهدي السبيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- (قبلا): أي مقابلة.
2- أَخْرَجَهُ: (ك) 3654، (حب) 6190، (طس) 403، انظر الصَّحِيحَة: 3289، 2668، المشكاة: 5737، وهداية الرواة: 5669 وقال في الصحيحة: فإنه وإن كان موقوفاً روايةً؛ فهو مرفوع درايةً. أ. هـ.
3- أَخْرَجَهُ: (حب) 6190 [قال الألباني]: صحيح - "الصحيحة" (2668).
4- فَعَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ:« أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ » رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
5- أَخْرَجَهُ: (ك) 4009 ، 3654 ، انظر الصحيحة تحت حديث: 3289.
6- في " الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ " (1/237،238).ط. هجر للطباعة والنشر – الجيزة.
7- أَخْرَجَهُ: ابن أبي حاتم في:(( تفسيره )): 8647، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2585. فَإِدْرِيسُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-وَهُوَ خَنُوخُ كَانَ أَوَّلَ بَنِي آدَمَ أَعْطِيَ النُّبُوَّةَ بَعْدَ آدَمَ وَشِيثَ -عَلَيْهِمَا السَّلَامُ-، وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ إِدْرِيسَ لَمْ يَكُنْ قَبْلَ نُوحٍ بَلْ فِي زَمَانِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. قَالَ الْبُخَارِيُّ: وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ إِلْيَاسَ هُوَ إِدْرِيسُ، وَاسْتَأْنَسُوا فِي ذَلِكَ بِمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ فِي الْإِسْرَاءِ أَنَّهُ لَمَّا مَرَّ بِهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، قَالَ لَهُ: مَرْحَبًا بِالْأَخِ الصَّالِحِ، وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. وَلَمْ يَقُلْ كَمَا قَالَ آدَمُ وَإِبْرَاهِيمُ: مَرْحَبًا بِالنَّبِيِّ الصَّالِحِ، وَالِابْنِ الصَّالِحِ. قَالُوا: فَلَوْ كَانَ فِي عَمُودِ نَسَبِهِ لَقَالَ لَهُ كَمَا قَالَا لَهُ. قال العلامة الألباني-رَحِمَهُ اللَّهُ- مختصر صحيح الإمام البخاري (2/ 406) ح(702،703): أما قول ابن مسعود فوصله عبد بن حميد وابن أبي حاتم بإسناد حسن عنه.انظر: " الْبِدَايَةِ وَالنِّهَايَةِ " (1/236).
قُلْتُ: وَقَدْ بَوَّبَ الْبُخَارِيُّ -رَحِمَهُ اللَّهُ- عَلَى هَذَا الْمَعْنَى فَقَالَ: بَابُ ذِكْرِ إِدْرِيسَ-عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَهُوَ جَدُّ أَبِي نُوحٍ، وَيُقَالُ جَدُّ نُوحٍ -عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ-، وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57].
قَالَ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ عُثَيْمِيْن -رَحِمَهُ اللَّهُ- في " مجموع فتاوى ورسائل المجلد الأول - باب الرسل" عندما سئل عن أول الرسل؟ : ((أول الرسل -عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، نوح -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وآخرهم محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأما قبل نوح فلم يبعث رسول، وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا: إن إدريس -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،كان قبل نوح، لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}، وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له: أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض.
فلا رسول قبل نوح، ولا رسول بعد محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لقوله تعالى: { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [الأحزاب: 40] )) بتصرف.
وَسُئِلَتْ اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (3/277) السؤال السابع من الفتوى رقم (6147) س7 ما نصه: الرسل الثلاثمائة والثلاثة عشر أولهم نوح وآخرهم محمد -عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، أرسل قبل نوح رسول أم لا؟
ج7 : نوح أول الرسل إلى أهل الأرض بعد آدم ؛ لما ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ في حديث الشفاعة الطويل مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ الله عَنْهُ-، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَوْمًا بِلَحْمٍ،« فَيَأْتُونَ نُوحًا، فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى الْأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللهُ عَبْدًا شَكُورًا » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
لقاء الباب المفتوح (182/ 8)
وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ ابْنُ عُثَيْمِيْن -رَحِمَهُ اللَّهُ- في لقاء الباب المفتوح (182/ 8) تحت قوله تعالى:{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } [القمر:9]: ونوح هو أول الرسل، أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض هو نوح بدلالة القرآن والسنة: قال الله تبارك وتعالى:{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ }[النساء:163]، وقال تعالى:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ }[الحديد:26] وبهذا نعرف أن ما ذكره بعض المؤرخين: من أن إدريس جد لنوح كذب لا شك فيه، وليس قبل نوح رسول، وحتى في حديث الشفاعة فيه التصريح أنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، ولذلك كان من عقيدتنا: أن أول الرسل نوح وأن آخر الأنبياء محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو نبي رسول.
مجموع فتاوى ابن باز (28/ 17)
وَقَالَ الْعَلاَّمَةُ ابن باز-رَحِمَهُ اللَّهُ- في مجموع فتاوى ابن باز (28/ 17): بعث الله نوحا -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، بعد ما وقع الشرك في بني آدم ، أرسل الله نوحا ، فنوح هو أول الرسل إلى أهل الأرض ، بعد ما وقع الشرك فيهم ، بعث الله نوحا -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وصبر على قومه. بتصرف
8- أَخْرَجَه: البخاري 4/163 (3340) و6/105 (4712)، ومسلم 1/127-128 (194) (327).