جديدالموقع

الفرق بين السنة والعام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك شيخنا
السائل :
الحاج عادل / من مصر
السؤال:
 ما الفرق بين السنة والعام في قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }[العنكبوت: 14] ؟
الجَوَابُ:
 بِسْمِ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أجمَعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأَقُوْلُ: وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
اختلف المفسرون في الحكمة من استعمال لفظي " السنة " و" العام "، على قولين : أن استعمال لفظ " السنة " جاء للدلالة على صعوبة السنوات التي قضاها نوح -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، في دعوة قومه، فهي سنوات عجاف من حيث الخير والمطر والبركة، ومن حيث مشقتها أيضا على نوح -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، في أمر الدعوة، حيث واجهه قومه بالإعراض والأذى، ثم عاش بعد الطوفان وهلاك الكفر من الأرض أعواما من الخصب والنعيم والرخاء، والعرب تطلق لفظ " السنة " على أيام الجدب والقحط، ولفظ " العام " على أيام الرخاء والنعيم .
يقول الراغب الأصفهاني في "مفردات ألفاظ القرآن" (2/140 (:" العام كالسنة، لكن كثيرًا ما تستعمل السنة في الحول الذي يكون فيه الشدة أو الجدب؛ ولهذا يعبر عن الجدب بالسنة، والعام بما فيه الرخاء والخصب، قال: {عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ}[يوسف: 49]، وقوله: { فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا }[العنكبوت: 14]، ففي كون المستثنى منه بالسنة والمستثنى بالعام لطيفة .
وقال برهان الدين البقاعي "نظم الدرر" (14/404): " وعبر بفلظ " سنة " ذمًا لأيام الكفر ... وقال: " عامًا " إشارة إلى أن زمان حياته -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، بعد إغراقهم كان رغدًا واسعًا حسنًا بإيمان المؤمنين، وخصب الأرض " انتهى .