جديدالموقع

حكم الانتخابات

الجَوَابُ:
بِسْمِ اللهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ أجمَعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدُ:
فَأَقُوْلُ:وَعَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
أولاً: تعريف الانتخابات:
الانتخاب معناه : الاختيار وهو : إجراء قانوني يحدد نظامه ومكانه في دستور أو برنامج أو لائحة، ليختار على مقتضاه شخص أو أكثر لرئاسة مجلس أو نقابة أو ندوة أو لعضويتها أو نحو ذلك .أنظر:" تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات الانتخابات ".
ثانياً: الانتخابات ليست من ديننا في شيء :
قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- في مقال بعنوان " حكم الانتخابات والمظاهرات":(( وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام)).
ثالثاً: هل الانتخابات موافقة لشرع الله أم أنها متصادمة معه ؟
قال الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- في مقال له بعنوان " ذكرى للمسلمين عموماً ولعلمائهم وحكامهم خصوصاً":(( وأذكرهم بأن الانتخابات التي هي إحدى مقومات الديمقراطية تصادم هدي النبي -صلى الله عله وسلم- في اختيار الرجال الأكفاء علماً وتقوى وعدالة واستبعاد من يحرص على المناصب ويطلبها )).
رابعاً: هل الانتخابات من الوسائل الشرعية ؟
سئل الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله-: هل دخول الانتخابات البرلمانية، وسيلة شرعية لنصرة الدين أم لا ؟
فأجاب -رحمه الله و غفر له- : لا.
خامساً: بعض مفاسد الانتخابات :
قال الشيخ العلامة المحدث ربيع المدخلي -حفظه الله- في رسالة بعنوان "حقيقة المنهج الواسع الأفيح":(( كم يرتكبون من المخالفات لدين الله في سبيل الانتخابات من التحالفات مع الأحزاب العلمانية والشيوعية والبدعية وما يتبع هذا التحالف من هدم الولاء والبراء ؟! كم يبددون من الأموال ويسلبونها من المسلمين باسم الإسلام والمسلمين يبددونها في الرشاوي وغيرها لمن يصوت لهم بالكذب والفجور؟!كم من الأموال تضيع ومن الأنفس تزهق ودماء تراق وأخلاق تضيع ؟ )).
سادساً: حكم الانتخابات والمشاركة والتصويت فيها :
قال محدث العصر الإمام الألباني -رحمه الله-:(( إن المشاركة في الانتخابات هو ركون إلى الذين ظلموا )) في شريط " خطر الدخول في الانتخابات والبرلمانات ".
وقال الإمام مقبل الوادعي -رحمه الله- ونحن نقول:(( الانتخابات طاغوتية ومحرمة من قبل ومن بعد )).
وقال -رحمه الله- في (( كتاب مقتل جميل الرحمن )):(( أما مسألة التصويت فهي تعتبر طاغوتية فليبلغ الشاهد الغائب )).
سابعاً: حكم الذي يدعو ويشارك ويصوت في الانتخابات :
قال الإمام الوادعي -رحمه الله وغفر له-:(( الذي يدعو إلى الانتخابات يعتبر ضالاً فاسقا))، وقال كذلك -رحمه الله-:(( والذي يشارك في الانتخابات الطاغوتية يخرج من السلفية ولا كرامة )).
ثامناً: حكم الذي يأخذ بفتاوى العلماء المجيزين للانتخابات :
قال الشيخ العلامة المحدث ربيع المدخلي -حفظه الله- في معرض رده على المفتون أبي الحسن المصري في اعتذاره للمجيزين للانتخابات بدعوى أن علماء أفتوا بذلك في رسالته " حقيقة المنهج الواسع الأفيح": (( انظر كيف يعتذر لهم، فهل تعلقهم بفتاوى بعض العلماء وعدم التفاتهم إلى أقوال الآخرين الذين بأيديهم الحجج والبراهين يعتبر عذراً عند الله ألا يدل عملهم هذا على أنهم من أهل الأهواء ألا ترى أنهم مخالفون لأمر الله فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ألا تراهم مخالفين لقول الله:{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65])).
تاسعاً: هل الانتخابات من المسائل الاجتهادية :
قال العلامة الوادعي -رحمه الله- مسكين مسكين الذي يقول: إنها مسألة اجتهادية ... ) إلى أن قال -رحمه الله-:(( وكيف نقول إنها أمور اجتهادية؟! فإذا ارتد رجل يمني مسلم، فهل نقول إنه أمر اجتهادي، أم نقول: إن الرسول -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول:« من بدل دينه فاقتلوه »، فهل في الديمقراطية أن الرجل المسلم إذا ارتد يقام عليه الحد؟ لا يقام عليه الحد، فكيف يقال: إنه أمر اجتهادي. فالحزبية تعمي وتصم، فمنهم من يقول: واجب، ومنهم من يقول: أمر اجتهادي، ورب العزة يقول في كتابه الكريم:{ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ}[السجدة: 18]، ويقول سبحانه وتعالى:{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }[الجاثية: 21]، ويقول: سبحانه وتعالى:{أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }[ص: 28])). انتهى كلام الإمام الوادعي .
عاشراً : ما هو البديل ؟!
قال محدث العصر الإمام الألباني -رحمه الله-:(( وهنا أقول البديل هو قوله تبارك وتعالى : {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق: 2، 3]، البديل تقوى الله -عز وجل- ولا شك أن تقوى الله تتطلب قبل كل شيء علماً نافعاً، وثانياً: عملاً صالحاً مقروناً بالعلم النافع فلا يغني عمل صالح عن العلم النافع، ولا العلم النافع بالذي يغني عن العمل الصالح، بل لابد من الجمع بينهما، ولكي يستطيع المسلمون أن يقوموا بهذه التقوى التي تتضمن العلم النافع والعمل الصالح هذا يحتاج إلى جهود جبارة متكافئة بين أهل العلم الذين يقومون بواجب التعليم والتبليغ للإسلام وبين واجب العمل بهذا الإسلام لجماهير المسلمين، فحينما يتفاعل عامة المسلمين علماؤهم هؤلاء العلماء بنشرهم للعلم وأولئك بعملهم بالعلم فَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ تبارك وتعالى، فالبديل إذن هو العودة إلى الإسلام فهماً وعملاً )).
قُلْتُ: وفي كلام الثقات الكفاية.
هذا والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل